هنا غــزة.. خبز الكرامة ينهض من جوع الحصار

Trending|01/10/25
هنا غــزة.. خبز الكرامة ينهض من جوع الحصار
نساء غزيات يصنعن الخبز في القطاع
  • الغزيون رسالة صمود للعالم يستحقون الفخر
  • من اللاشيء بصنعون المعجزات والأمل

في قلب الحصار والقهر، يقف أهل غزة شامخين كأشجار الزيتون التي لا تنكسر أمام الرياح، بل تزيدها الصلابة عراقةً وتجذرًا.

اقرأ أيضاً : حين تتحول الخيمة إلى وطن.. ابتسامة تنتصر على المعاناة

هناك حيث يُراد للحياة أن تُمحى، يصنع الغزيون معجزاتهم اليومية بصمتٍ عظيم، فيحولون ركام الألم إلى فسحات أمل، ويزرعون في كل زاوية مظلمة ضوءًا يتحدى العتمة، إنهم يكتبون سيرة صمود قلّ أن نجد لها مثيلًا في هذا العالم المرهق بالخذلان.

خبز الكرامة

من بين الجوع والحرمان، يولد خبز الكرامة. بأيديهم التي أنهكها التعب، يشعلون الأفران الصغيرة ليخبزوا قوت يومهم، لا مجرد طعام يقتاتون به، بل رمزًا لعزّةٍ تأبى أن تُهان. إنهم لا يطلبون شفقة، بل يمارسون حقهم في الحياة بكرامة كاملة، فيعجنون مع الطحين حكاية كفاحٍ متوارثة، ويقدّمون للعالم درسًا في أن الجوع لا

يقتل الكرامة ما دام القلب ممتلئًا بالإرادة.

رغم فقد الأحبة ودمار البيوت، ينهض الغزيون كل صباح كأنهم يولدون من جديد، يرممون ما تهدّم بأصابع الإيمان، وينظرون إلى الحياة بعيون راضية، كأنهم يعلنون أن الأمل لا يُقهر حتى لو تناثر فوق الركام. إنهم يدركون أن الألم قدر، لكن الاستسلام خيار، لذلك يختارون دومًا المقاومة بالحياة نفسها.

حياة من قلب الموت

إنها ملحمة إنسانية تتجاوز حدود الجغرافيا، حيث يبتكر الغزيون حياة من قلب الموت، وزهورًا من وسط الرماد، وضحكات أطفال تُدوّي في أزقة ضيقة مهددة بالدمار. مشهدهم يختصر معادلة نادرة: تحويل القسوة المطلقة إلى مساحة للإنسانية الواسعة، وكأنهم يعلنون للعالم أن الكرامة تولد من رحم الجراح.

وأمام مأساة يعجز الكلام عن حصر معالمها، يبقى أهل غزة نموذجًا للثبات الذي يلهم الملايين. إنهم ليسوا مجرد ضحايا حربٍ وظلمٍ وحصار، بل أصحاب رسالة أبدية: أن الروح لا تُهزم مهما اشتد القيد، وأن إرادة الإنسان قادرة على أن تهزم المستحيل. غزة، بهذا الصمود، لا تدافع فقط عن وجودها، بل تذكّر العالم أجمع أن

الأمل هو آخر ما يمكن أن يُحتل.