حين تتحول الخيمة إلى وطن.. ابتسامة تنتصر على المعاناة

Trending|30/09/25
حين تتحول الخيمة إلى وطن.. ابتسامة تنتصر على المعاناة
سيدة غزية تجلس أمام خيمتها في القطاع
  • أحلام الغزيين أدنى مقومات الحياة في وطنهم
  • الإيمان والصبرا سلاحان للغزيين في مواجهة الحرب العدوان القاسي

أمام خيمتها المتواضعة، جلست سيدة غزية تبتسم ابتسامة خجولة لكنها صادقة، وكأنها خرجت من بين الركام لتعلن للعالم أن الأمل لا يموت.

اقرأ أيضاً : طفولة تحت الركام.. حلم العودة إلى فناء الزيتون

ملامح وجهها المتعبة تحكي عن ليالٍ طويلة من الخوف والبرد والجوع، إلا أن ابتسامتها جاءت لتكسر قسوة الصورة، وتزرع في النفوس شعورًا بأن الصمود يمكن أن يزهر حتى في أصعب الظروف.

كانت ابتسامتها تشبه ابتسامة من سمع خبرًا عن انتهاء الحرب، خبرًا انتظرته القلوب منذ سنوات طويلة. كأنها تردّد في سرّها: "غدًا سيكون أفضل"، رغم أنها لا تملك يقينًا بذلك، لكنها أرادت أن تزرع في أبنائها لحظة أمان، أن تخبرهم أن العالم قد يكون أكثر رحمة، وأن ليل الحرب مهما طال فجره

قادم لا محالة.

حلم من وجع الحياة

وفي مشهد آخر، بدت ابتسامتها كأنها ولدت من وصول شحنة معونات غذائية صغيرة تكفيها لإعداد وجبة مشبعة لعائلتها. شعور بالكرامة تسلل إليها وهي تحتضن الخبز والزيت والأرز، وكأنها حصلت على كنز ثمين. كان مجرد توفير لقمة لأطفالها يعني انتصارًا شخصيًا على الجوع، وانتصارًا جماعيًا

على حصار خانق حاول أن يسرق منهم أبسط مقومات الحياة.

وربما كان سر تلك الابتسامة أنها أخيرًا حصلت على خيمة جديدة، تحميها من لسعات برد الشتاء وحرارة شمس الصيف.. خيمة صغيرة لكنها بحجم وطن في قلبها، وطن مؤقت يقيها وأطفالها التشرد، ويمنحهم بعض الخصوصية التي سُلبت منهم تحت وابل القذائف. وكأنها تقول بابتسامتها: "هذا المكان يكفيني الآن لأحلم من جديد".

رسالة نصر

ابتسامة السيدة الغزية لم تكن مجرد ملامح عابرة على وجه متعب، بل كانت رسالة نصر حقيقية، ورسالة تحدٍّ باسم شعب جبار تعوّد أن يقف من تحت الركام أقوى مما كان. ابتسامتها تختصر قصة الصمود الفلسطيني كله، فهي الدليل على أن الحياة قادرة على أن تنتصر حتى في حضرة الموت، وأن

الفرح يمكن أن يُولد من رحم المعاناة.