طفولة تحت الركام.. حلم العودة إلى فناء الزيتون

Trending|29/09/25
طفولة تحت الركام.. حلم العودة إلى فناء الزيتون
طفل غزي يقف فوق ركام منزل عائلته المهدم
  • أحلام وذكريات تحطم قلوب الغزيين إلى جانب معاناتهم المستمرة
  • تل أبيب تواصل الانسلاخ عن الإنسانية وتخرج عن سياسة الضمير

في قلب الركام الذي خلّفه الاحتلال، يجلس طفل غزي ينظر إلى جدران بيته المهدّم وكأنها شواهد على طفولته التي سُرقت منه. يتأمل بقايا الحجارة المتناثرة فيرى فيها ألعابه الصغيرة، ويشعر أن ضحكاته وضحكات إخوته ما زالت عالقة بين الشقوق التي ابتلعتها الحرب.

اقرأ أيضاً : من غـــزة إلى نيويورك.. مسيرة إنسانية تحاصر خطاب نتنياهو

يستعيد بذاكرته فناء البيت الواسع، حيث كان يركض مع إخوته تحت ظلال أشجار الزيتون، يختبئون خلفها ويضحكون من قلوبهم البريئة. كان ذلك المكان وطنًا صغيرًا لهم، يشبه الحلم الذي يتسع بالحب والطمأنينة. واليوم، لم يتبقَ من تلك الذكريات سوى بقايا أغصان محترقة وصمت ثقيل يطبق على المكان.

ذكريات مؤلمة

الطفل الغزي لا يزال يرى في أحلامه بيتهم كما كان، بأبوابه الخشبية البسيطة ورائحة الخبز التي تملأ المطبخ مع صباح كل يوم. يتمنى لو يستطيع العودة بالزمن إلى الوراء، ليعيش تلك اللحظات التي كانت عادية في حينها، لكنها اليوم أثمن ما يملك في قلبه.

وفي لحظات الصمت، يحدّث نفسه: "لماذا أخذوا بيتنا؟ لماذا سرقوا ضحكاتنا؟" أسئلة كبيرة تفوق عمره الصغير، لكنها تسكن وجدانه وتثقل طفولته. هو لم يطلب سوى أن يعيش كما يعيش باقي الأطفال، تحت سقف آمن، يذهب للمدرسة ويعود إلى حضن أمه دون خوف من القصف.

ومع ذلك، يبقى الطفل متمسكًا بذاكرته كأنها وطنه الأخير، يتغذى من الحنين ليستمد القوة، ويؤمن أن أشجار الزيتون التي صمدت بجذورها العميقة ستظل رمزًا لصموده. فكما لم تنكسر تلك الأشجار، لن تنكسر روحه الطفولية، حتى ولو كان الحلم بالعودة مجرد صورة يلوّن بها وجعه.