الفخار والإرادة.. دروس الحياة من غزة الشامخة - صور

منوعات|2025/11/20
الفخار والإرادة..  دروس الحياة من غزة الشامخة - صور
غزي يصنع من الطين فخارا
  • الصبر والعزيمة عنوان المعاناة في القطاع المقاوم
  • الغزيون يستنهضون الهمم بشموخ وكرامة

في قلب الدمار الذي غطّى غزة بعد عامين من الحرب، ينهض الأمل من بين الركام على هيئة رجل فلسطيني بسيط يعمل بيديه الطين الساخن ليصنع منه حياة جديدة.

مشهد تجهيز الطين في ورشة فخار متهالكة لا يروي مجرد حرفة قديمة، بل يحكي قصة صبر لا ينتهي، وإصرار يرفض أن ينكسر أمام العواصف.

مقاومة ضد اليأس

ورغم أن المدينة حوله تحوّلت إلى حجارة محطمة، فإن هذا الرجل وجد في الفخار وسيلة ليعيد تشكيل واقعه كما يعيد تشكيل الطين. كأنه يقول للعالم إن الإنسان قادر على إعادة بناء ذاته حتى عندما تتهاوى الجدران من حوله، فالعمل في ورشة الفخار ليس

عملاً يوميًا فحسب، بل فعل مقاومة صامتة ضد اليأس.

الإرادة التي يحملها هذا العامل ليست مجرد رغبة في البقاء، بل رغبة في الاستمرار والابتكار وإحياء التراث في أحلك الظروف، فبينما فقد كثيرون أعمالهم وبيوتهم، يواصل هو إشعال نار الأفران، وكأن شرارة صغيرة من الأمل لا تزال تحترق في الداخل،

رافضةً أن تنطفئ.

ومع الإعلان عن وقف إطلاق النار، وجد الحرفيون فرصة ليعيدوا للحياة بعضًا من رونقها، لم ينتظروا وصول المساعدات ولا انتهاء إعادة الإعمار؛ بل عادوا بأيديهم ليصنعوا ما يملكون: الفن، التراب، والإرادة. الانتعاش الذي يشهده قطاع الفخار اليوم ليس

انتعاش صناعة، بل انتعاش روح.

قصة إنسان آمن

هذه القصة ليست عن الطين ولا عن الفخار بقدر ما هي قصة إنسان آمن أن الحياة تُصنع، حتى من أبسط المواد وأكثرها هشاشة. من قلب المعاناة، يخرج الدرس: أن الإرادة الجبل الذي لا يهتز، وأن الصبر هو الخيط الذي يشدّ الإنسان نحو الغد، مهما كان

الطريق مليئًا بالوجع.