• راشد ربابعة قصة كفاح تبنتها "رؤيا" من منطلق إيمانها بالطاقات
• "الإعلام الأردني": رسالة عميقة تعكس الغيمان بقدرات الأردنين"

في رسالة تجمع بين الإنسانية والمهنية، وبين التحدي والإصرار وجهت هيئة الإعلام الأردنية، الأربعاء، كتاب شكر وتقدير إلى قناة "رؤيا" الفضائية، تقديراً لمبادرتها الفريدة بتعيين الشاب الأردني راشد ربابعة، من ذوي الإعاقة البصرية، كمذيع لموجز الأخبار ضمن فريق القناة.

اقرأ أيضاً : ياسمين ناصر ترد على الإعلام العبري: "وصفاتي نهج مستمر لأجل غزة" - فيديو

وتمثل هذه الخطوة شهادة على سياسة القناة في دمج الكفاءات وتشجيع تكافؤ الفرص، وتسليط الضوء على قصة ملهمة لراشد، الذي تحدى الصعاب وحقق حلمه على الشاشة، رغم كل العقبات الصحية والاجتماعية التي واجهته.

وبحسب بيان الهيئة، فإن هذه المبادرة ليست مجرد خطوة مهنية، بل هي "رسالة عميقة تعكس الإيمان بقدرات الإنسان الأردني من ذوي الإعاقة وحرص على تكافؤ الفرص في مجال الإعلام". واعتبرت الهيئة أن "الإبداع لا تحده الإعاقات، وأن التنوع هو سر التميز والريادة"، مشيدةً بـ

"رؤيا" باعتبارها منبراً وطنياً رائداً يعكس صورة مشرفة للإعلام الأردني المسؤول.

بوصلة واضحة

مبادرة هيئة الإعلام ، بمثابة بوصلة واضحة لمسار الإعلام الوطني، إذ تؤكد على التزام المؤسسات الرسمية بدعم الممارسات الإعلامية المسؤولة والمهنية، وتشجيعها على دمج الكفاءات من جميع الفئات، بما فيها ذوي الهمم. كما ترسل رسالة قوية للمجتمع ولجميع المؤسسات الإعلامية

بأن الإبداع لا يعرف حدودًا، وأن الفرص المتساوية تعد حجر الزاوية لبناء إعلام أردني رائد ومؤثر.

تحد وإصرار

رحلة راشد ربابعة بدأت في قرية جديتا بإربد عام 1997، وتعرض للعديد من المحطات الصعبة، من فقد والده في حادث سير عام 2008 إلى استئصال عينيه في عامي 2018 و2019. لكنه لم يدع هذه الصعاب تُطفئ شغفه بالإعلام، فكان يقضي ساعات يتدرب على تقديم النشرات

الإذاعية، قبل أن يتخرج هذا العام في "إعلام وتكنولوجيا الاتصال" ويبدأ مشواره المهني في مواقع إلكترونية.

يعتمد راشد على تقنية "برايل" لقراءة الأخبار، حيث يطبع النصوص عبر طابعة خاصة، ويحتاج لمضاعفة الجهد مقارنة بالمذيعين الآخرين، لكنه يقول بابتسامة: "لو تطلب الأمر كتابة موجز الأخبار على الصخر، سأقدمه بنفسي. التراجع مستحيل، ولا إعاقة مع الإرادة".

خطت قناة "رؤيا" خطوة جريئة بتوظيفه في مايو/أيار الماضي، لتصبح أول قناة أردنية يظهر فيها مذيع كفيف على الشاشة. ويأمل راشد أن تكون قصته مثالاً يُلهم المؤسسات الإعلامية الأخرى لفتح الأبواب أمام ذوي الهمم ومنحهم فرصاً حقيقية لتحقيق أحلامهم.