كسرة خبز في زمن الحرب.. وجوه صغيرة تكافح للبقاء

Trending|30/10/25
كسرة خبز في زمن الحرب.. وجوه صغيرة تكافح للبقاء
غزيون أمام إحدى نقاط توزيع وجبات الغذاء في القطاع
  • القطاع يئن تحت وطأة الجوع والدمار في وقت يعاني الألم والويلات
  • تل أبيب تستأنف عدوانها على القطاع رغم اتفاق "وقف إطلاق النار"

في شوارع غزة المدمّرة، تتكرر مشاهد موجعة تختصر قسوة الحرب والجوع معاً، أطفال صغار، بعضهم حفاة، يجوبون الأزقة بين الركام وبقايا البيوت المهدّمة بحثاً عن فتات طعام يسدّ رمقهم.

اقرأ أيضاً : وجع قاهر.. غزة تتنفس الدخان وتنتظر الضوء

تبدو وجوههم الشاحبة أكبر من أعمارهم، تحمل ملامح الإرهاق والخوف، وكأن الطفولة غابت باكراً عن حياتهم.، لا يبحث هؤلاء الصغار عن ألعاب أو دفاتر مدرسية، بل عن كسرة خبز أو علبة طعام نجت من تحت الأنقاض.

في الأسواق التي كانت يوماً نابضة بالحياة، أصبح مشهد الطوابير الطويلة عند المخابز والمراكز الإغاثية مألوفاً، فكثير من العائلات تنتظر ساعات دون أن تنال شيئاً، بعدما شحّت الإمدادات الغذائية وأُغلقت المعابر.

انتظار مؤلم

بعض الأطفال يجلسون قرب سيارات الإغاثة بأعين متعبة وأيدٍ ممدودة، في انتظار أي وجبة جاهزة قد تُسكت الجوع ولو مؤقتاً. ومع كل يوم جديد، يتزايد عدد من لا يجدون ما يأكلون، في ظل تراجع المساعدات وتوقف عمل المخابز بسبب انقطاع الكهرباء والوقود.

في مخيمات النزوح، المشهد أكثر قسوة، خيام مهترئة تحتمي من الرياح والأمطار، وأمهات يشاركن أطفالهن ما تبقّى من وجبة صغيرة.

تتحدث الأمهات بمرارة عن ليالٍ طويلة لا يجد فيها أطفالهن سوى الماء المالح لملء بطونهم الخاوية، وعن محاولاتهن لإخفاء البكاء كي لا يشعر الصغار بالعجز واليأس.

هذه القصص أصبحت جزءاً من يوميات آلاف الأسر التي فقدت منازلها ومصدر رزقها في حرب لا تنتهي.

رغم الظلام والجوع، لا تزال في عيون الأطفال شرارة حياة، بعضهم يحاول تحويل المعاناة إلى لعب عفوي، يجمع الحصى ليصنع بها لعبة صغيرة، أو يرسم على الجدران المهدّمة شمساً قد تشرق يوماً.

ورغم الألم، لا يزال الأمل بالعودة إلى المدارس والبيوت يراودهم، كأنهم يتمسكون بخيط رفيع من الحلم وسط الخراب.

اليوم، ومع عودة الحرب إلى غزة، تبدو مأساة الجوع أكبر من مجرد أزمة إنسانية، إنها نداء للعالم بأنّ الطفولة لا يجب أن تكون ساحة معركة. فهؤلاء الأطفال، الذين يفتشون عن لقمة في الركام، لا يحتاجون سوى إلى الأمان، ووجبة ساخنة تعيد إليهم شيئاً من الطمأنينة التي سلبتها

الحرب.