برشلونة يضحي بعطلة اللاعبين لودية البيرو مقابل 8 ملايين يورو

- أبلغ لابورتا المدرب واللاعبين بالعرض الذي تلقاه النادي للعب في بيرو، والأهم، أنه أبلغهم بأن "رغبة النادي هي قبوله" بسبب "الدفعة المالية الهائلة"
الرئيس لابورتا يبلغ فليك واللاعبين بالقرار "الذي لا يرفض" لتعويض الخسائر المالية.. وتحدي مفاوضات "رابطة اللاعبين" حول عطلة الميلاد
في خطوة تعكس بشكل صارخ الواقع المالي المرير الذي يعيشه النادي، يضع نادي برشلونة اللمسات الأخيرة على مفاوضات لخوض مباراة ودية "مرهقة" في دولة بيرو، في قلب شهر ديسمبر المقبل، وذلك مقابل عائد مالي ضخم يتراوح بين 7 و 8 ملايين يورو.
هذا القرار، الذي يضع الاعتبارات المالية فوق أي اعتبار رياضي أو بدني، يأتي كجزء من سعي إدارة خوان لابورتا اليائس للبحث عن "أوكسجين" مالي لإنعاش خزينة النادي المثقلة بالديون، حتى لو كان الثمن هو إرهاق اللاعبين وإلغاء عطلة عيد الميلاد الخاصة بهم.
اقرأ أيضاً: فضيحة فساد تاريخية تهز تركيا.. 152 حكما متهما بالمراهنات
"السترة المالية" الخانقة
لم يعد سراً أن نادي برشلونة يعيش "وضعاً مالياً حرجاً". الديون المتراكمة من سنوات سوء الإدارة، وفاتورة الرواتب الباهظة، وضعت النادي في "سترة خانقة" فرضتها قواعد اللعب المالي النظيف الصارمة لرابطة الليغا الإسبانية.
هذا الواقع أجبر إدارة لابورتا على اللجوء إلى حلول جذرية عُرفت بـ "الرافعات الاقتصادية"، والتي تمثلت في بيع نسب من أصول النادي المستقبلية (مثل حقوق البث التلفزيوني وحصص في استوديوهات النادي) لمجرد توفير سيولة فورية تسمح بتسجيل اللاعبين.
ورغم النجاح النسبي في خفض فاتورة الرواتب، لا يزال النادي عاجزاً عن التحرك بحرية. أثر هذا الوضع بشكل مباشر على سوق الانتقالات؛ فبرشلونة لم يعد قادراً على المنافسة لشراء النجوم، وأصبح تركيزه منصبّاً على الصفقات المجانية، أو ضرورة بيع لاعبين أولاً لتسجيل آخرين.
هذه الحالة من العجز المالي هي التي تدفع النادي الآن للبحث بنشاط محموم عن أي إيرادات إضافية، مهما كانت شاقة، وهو ما يفسر السعي الحثيث لإتمام "رحلة بيرو" لتعويض الخسائر.
"عرض لا يرفض" لتعويض ما فات
وفقاً لما ذكرته صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية، فإن العرض البيروفي "لا يُرفض" في ظل الظروف الحالية، تحديداً لأن برشلونة يعاني من "فجوة" مالية نتجت عن إلغاء خطط سابقة فقد خسر النادي الكتالوني مؤخراً إيرادات حيوية كان يعول عليها. الخسارة الأبرز كانت إلغاء الاتفاق على خوض مباراة الدوري ضد فياريال في ميامي بالولايات المتحدة. هذه المباراة، التي كانت جزءاً من خطة الليغا للتوسع، كان من المتوقع أن تدر على النادي دخلاً يقارب 6 ملايين يورو.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الصحيفة أن برشلونة تخلى أيضاً عن خوض مباراة ودية أخرى كانت مجزية للغاية في ليبيا يوم 10 أكتوبر الماضي. هذا العرض كان سيوفر للنادي حوالي 5 ملايين يورو، لكن برشلونة (على عكس أتلتيكو مدريد الذي قَبِل عرضاً مماثلاً) رفض الاقتراح في النهاية متذرعاً بـ "أسباب أمنية".
وبعد فقدان هذه الإيرادات (6 ملايين من ميامي و5 ملايين من ليبيا)، أصبح العرض البيروفي، الذي يقترب من 8 ملايين يورو، بمثابة "طوق نجاة" مالي يصعب على لابورتا تجاهله، مهما كانت التبعات الرياضية.
لابورتا يبلغ فليك بالقرار
إدراكاً لحساسية الموقف، خصوصاً وأن الفريق خارج لتوه من هزيمة مؤلمة في الكلاسيكو، تحرك الرئيس خوان لابورتا بنفسه.
التقى لابورتا يوم أمس بقادة الفريق، وبالجهاز الفني بقيادة هانز فليك والمدير الرياضي ديكو، في مدينة خوان غامبر الرياضية. وبينما كان ظاهر اللقاء لـ "تشجيعهم" بعد الخسارة، كان الهدف الحقيقي هو إبلاغهم بالقرار المالي.
أبلغ لابورتا المدرب واللاعبين بالعرض الذي تلقاه النادي للعب في بيرو، والأهم، أنه أبلغهم بأن "رغبة النادي هي قبوله" بسبب "الدفعة المالية الهائلة" التي يمثلها للكيان. بعبارة أخرى، تم وضع الجهاز الفني واللاعبين أمام الأمر الواقع: النادي يحتاج هذا المال.
"عطلة الميلاد" في خطر
المعضلة الكبرى في هذا الاقتراح هي توقيته الكارثي. العرض ينص على أن تُقام المباراة الودية بعد آخر لقاء في الدوري قبل العطلة (مباراة فياريال - برشلونة يوم السبت 20 ديسمبر) هذا يعني أنه بدلاً من أن يتوجه اللاعبون إلى عائلاتهم لقضاء عطلة عيد الميلاد، سيتعين عليهم ركوب طائرة والسفر آلاف الكيلومترات عبر المحيط الأطلسي إلى أمريكا الجنوبية، لخوض مباراة ودية مرهقة، ثم العودة.
هذا الوضع يمثل تحدياً لوجستياً وبدنياً هائلاً، ويضع النادي في مسار تصادمي مع حقوق اللاعبين. لهذا السبب، يتواصل نادي برشلونة حالياً مع "رابطة اللاعبين الإسبان" (AFE) ليكون واضحاً بشأن آخر يوم يمكن للاعبين العمل فيه قانونياً، وفقاً لما تنص عليه الاتفاقية الجماعية بخصوص عطلات عيد الميلاد.
ويسابق النادي الزمن لحل هذه المعضلة، حيث من المقرر أن يخوض الفريق مباراته الأولى لعام 2026 يوم 3 أو 4 يناير ضد إسبانيول، مما يعني أن فترة الراحة، إن وُجدت، ستكون مضغوطة للغاية.
