جراحة دي بروين تنهي موسمه فعلياً وتجمد أحلام نابولي

- في عالم كرة القدم، غياب أربعة أشهر يعني فعلياً نهاية الموسم تقريباً
في بيان رسمي جاء كالصاعقة على جماهير ملعب "دييغو أرماندو مارادونا"، أعلن نادي نابولي الإيطالي اليوم، ، أن النجم البلجيكي كيفين دي بروين، العقل المدبر للفريق، سيخضع لعملية جراحية عاجلة، مؤكداً بذلك أسوأ كابوس كان يخشاه "البارتينوبي".
وأوضح النادي الجنوبي أن صانع الألعاب المخضرم سيسافر إلى بلجيكا لإجراء الجراحة، بعد الإصابة المدمرة التي تعرض لها في العضلة ذات الرأسين للفخذ الأيمن. هذه الإصابة، التي ستجبره على الغياب لمدة "لا تقل عن أربعة أشهر"، لا تمثل مجرد "ضربة موجعة" عادية، بل هي رصاصة في قلب طموحات نابولي لهذا الموسم.
ليلة السقوط أمام الإنتر
اللحظة المشؤومة حدثت خلال مباراة القمة الأخيرة أمام الغريم المباشر الإنتر. في تلك الليلة، كان دي بروين، كالعادة، هو المحور الذي يدور حوله الفريق، قبل أن يسقط على أرض الملعب دون أي احتكاك واضح. ملامح الألم التي ارتسمت على وجهه، وهو يمسك بعضلة فخذه الخلفية، كانت كافية لإرسال موجة من الصمت المطبق عبر مدرجات الملعب.
كانت التقييمات الأولية تأمل في أن يكون مجرد تمزق عضلي يتطلب أسابيع من الراحة، لكن الحقيقة كانت أقسى بكثير.
وبحسب ما ذكرته التقارير الإيطالية، فإنه بعد استشارة الطاقم الطبي للنادي وأخصائيين في بلجيكا، اتفق الجميع على أن التدخل الجراحي هو الخيار الوحيد لضمان الشفاء التام. وقد اختار دي بروين أن تُجرى له العملية في مدينة أنتويرب البلجيكية، تحت إشراف أطباء يثق بهم، قبل أن يبدأ لاحقاً مرحلة إعادة التأهيل الطويلة والشاقة.
"المشروع" الذي انهار في أكتوبر
لا يمكن وصف حجم هذه الكارثة دون فهم ما كان يمثله كيفين دي بروين لنابولي. انتقاله إلى الجنوب الإيطالي كان بمثابة "الصفقة الحلم" التي راهن عليها الرئيس أوريليو دي لورينتيس بكل شيء. لم يكن مجرد لاعب جديد، بل كان "المشروع" بأكمله.
نابولي، الذي كان يحاول استعادة بريقه بعد سنوات من المنافسة، جلب "المايسترو" البلجيكي ليكون القائد الفعلي وصاحب الخبرة الهائلة القادر على نقل الفريق إلى مستوى آخر، خاصة في المعترك الأوروبي. النادي، كما جاء في البيان، كان "يعوّل كثيراً على خبرة الدولي البلجيكي في الاستحقاقات المقبلة".
والآن، هذا "المشروع" ينهار فعلياً قبل نهاية شهر أكتوبر.
ماذا يعني غياب "أربعة أشهر"؟
في عالم كرة القدم، غياب أربعة أشهر يعني فعلياً نهاية الموسم تقريباً. إذا سارت الأمور بشكل مثالي، فإن دي بروين لن يعود إلى لمس الكرة قبل نهاية شهر شباط/فبراير 2026.
اقرأ أيضاً: الاتحاد يقصي النصر من كأس خادم الحرمين الشريفين بعد فوز مثير بهدفين مقابل هدف
هذا الجدول الزمني يعني أنه سيغيب عن:
- حسم دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا: سيغيب عن الجولات المتبقية الحاسمة، مما يضع عبء التأهل بالكامل على باقي الفريق.
- الفترة الأكثر ازدحاماً في الدوري: سيغيب عن كامل فترة الشتاء، بما في ذلك مباريات "الكريسماس" ويناير، وهي الفترة التي تُحسم فيها عادة ملامح بطل الدوري.
- مواجهات القمة: من المتوقع أن يغيب عن مواجهات الإياب الحاسمة ضد منافسين مباشرين مثل يوفنتوس وميلان.
- دور الـ 16 من دوري الأبطال: حتى لو تأهل نابولي بأعجوبة، فإن دي بروين سيغيب بنسبة 100% عن مباراة الذهاب في دور الـ 16، وستكون عودته في الإياب (أوائل مارس) في أفضل الأحوال "مخاطرة" كبرى، كونه سيعود دون لياقة مباريات.
الفراغ الذي لا يمكن ملؤه
هذه ليست إصابة لاعب عادي يمكن تعويضه. نابولي فقد "دماغه" على أرض الملعب. دي بروين هو من كان يضبط إيقاع اللعب، ومن يرسل التمريرات المستحيلة، ومن يربط بين خط الوسط والهجوم.
الآن، يجد مدرب نابولي نفسه في موقف لا يحسد عليه. عليه أن يعيد اختراع طريقة لعب الفريق بالكامل. العبء سيتضاعف على لاعبين آخرين، الذين سيفقدون الرجل الذي كان يجعلهم يبدون أفضل.
إنها، باختصار، ضربة قاصمة. فالفريق لم يفقد صانع ألعابه الأول فحسب، بل فقد الأمل والخبرة التي جلبها معه. وبينما يستعد دي بروين للرحلة إلى أنتويرب، يستعد نابولي لرحلة طويلة ومظلمة، محاولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه من موسم كان من المفترض أن يكون "موسم المايسترو"
