ليفربول من حامل اللقب الى منافس على المقاعد الاوروبية

- رغم الاعتراف بـ "سوء مستوى صلاح" الحالي، فإن الصحيفة تؤكد أن "الصعوبات التي يواجهها الفريق حالياً تتجاوزه
في تحليل قاسٍ يعكس حجم الأزمة التي يعيشها حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، سلطت صحيفة "ذا تليغراف" البريطانية الضوء على الانهيار المفاجئ لنادي ليفربول، وكيف تحول الفريق، بين ليلة وضحاها، من بطل متوج إلى فريق يكافح من أجل مجرد مقعد أوروبي.
يتعرض المدرب الهولندي آرني سلوت لانتقادات لاذعة، ليس فقط بسبب الخسائر الأربعة المتتالية المذلة، ولكن أيضاً بسبب "كيفية تعاطيه اللامبالي معها"، وفقاً لوصف الصحيفة ، وفي ظل هذا الانهيار، يبدو أن المدرب الهولندي قرر أخيراً تغيير نهجه، حيث اقترح "العودة إلى الأساسيات"، و"إزالة الغبار عن مخطط الفريق"، والتركيز على جعل ليفربول "فريقاً يصعب التغلب عليه مرة أخرى"، واللعب ككتلة واحدة بدلاً من "مجموعة من الأفراد".
أزمة هوية.. هل كان ليفربول بحاجة لكل هؤلاء النجوم؟
يشير المقال إلى أن التغيير الجذري الذي أحدثه سلوت هو أصل الأزمة. ففي الخسارة الكئيبة الأخيرة في لندن (أمام برينتفورد)، لم يبدأ سوى أربعة لاعبين فقط من التشكيلة الأساسية التي شاركت ضد توتنهام هوتسبير في اليوم الذي حسم فيه الفريق اللقب في نيسان الماضي.
وبينما يُعزى بعض هذا التغيير إلى الإصابات، تؤكد "ذا تليغراف" أن "التغييرات الهيكلية كانت واضحة منذ مباراة الدرع الخيرية".
وهنا يطرح السؤال الأهم: "هل كان ليفربول الفائز باللقب الموسم الماضي بحاجة إلى كل هذه التغييرات والتعاقدات؟" من هوجو إيكيتيكي إلى ألكسندر إيزاك، ومن فلوريان فيرتز إلى ميلوس كيركيز وغيرهم من النجوم.
من الناحية النظرية، وعلى الورق "لاعب مقابل لاعب"، فإن ليفربول الحالي يتفوق بوضوح على كريستال بالاس ومانشستر يونايتد وبرينتفورد. لكن الفريق لم يُظهر هذا التفوق في أي من تلك المباريات. بل على العكس، بدا فريق سلوت "مستعداً لتعظيم فرص خصومه في الفوز" بقدر ما هو مستعد لتعظيم فرص ليفربول نفسه.
فوضى تكتيكية.. وخطر تكرار مأساة نونيز
لا تقتصر المشكلة على الأسماء، بل تمتد إلى الفلسفة التكتيكية. ينتقد المقال إصرار سلوت على اللعب بطريقة لا تناسب أدواته، حيث "يفضل ليفربول عدم المخاطرة بفقدان الكرة بدلاً من إرسال كرة عالية لمهاجميه طوال القامة لإحداث الفوضى".
وتحذر الصحيفة من أنه إذا استمر هذا النهج، فقد يجد المهاجم ألكسندر إيزاك نفسه يحمل علامة تجارية "مشؤومة" مثل ستان كوليمور أو داروين نونيز؛ لاعبون بملف تعريف معين تم التعاقد معهم في صفقات قياسية للعب باتجاه واحد، ليُطلب منهم تغييره بالكامل عند وصولهم إلى "ميرسيسايد".
اقرأ أيضاً: كيف تسببت صعوبات أرنولد في "أزمة مركز" لفالفيردي في ريال مدريد
صلاح "أخفى العيوب".. والمشاكل أعمق
ثم هناك قضية محمد صلاح. لا يزال الكثيرون يجادلون بأنه لو اغتنم النجم المصري فرصه، لكان ليفربول في صدارة الدوري. لكن "ذا تليغراف" ترى أن هذا الرأي يبالغ في تبسيط المشكلة.
"كان من الممكن أن يخفي ذلك عيوباً أوسع"، كما أصبح من الواضح الآن أن الانتصارات السبعة الأولى لليفربول هذا الموسم فعلت ذلك تماماً.
ورغم الاعتراف بـ "سوء مستوى صلاح" الحالي، فإن الصحيفة تؤكد أن "الصعوبات التي يواجهها الفريق حالياً تتجاوزه".
"الحضيض".. والهدف الجديد (توب 4)
يأمل سلوت أن يكون الأداء الكارثي أمام برينتفورد هو "الحضيض" أو النقطة الأدنى في هذه "الفترة الانتقالية الصعبة". ولكن مع وجود مباراة صعبة في كأس كاراباو ضد كريستال بالاس (يتوقع أن تُلعب بفريق ظل)، وتزايد قائمة الإصابات، فإنه "لا يوجد دليل على أن الأسوأ قد انتهى".
في الوقت الحالي، الرسالة واضحة: يجب على ليفربول أن "ينسى الدفاع عن اللقب".
إنهم لا يقدمون أداءً قريباً من مستوى المنافسين (مثل أرسنال)، ويحتاجون إلى البدء في اتخاذ "خطوات" قبل أن يتمكنوا من تحقيق "القفزات".
كان "التحقق الواقعي" الذي قدمه برينتفورد هو الآتي: إذا أنهى ليفربول الموسم في المراكز الأربعة الأولى من هذه النقطة، فسوف يُعتبر ذلك "تحسناً جذرياً" يوازي ما حدث في العام الذي تولى فيه يورغن كلوب المسؤولية من بريندان رودجرز. إنه إعلان صريح بأن البطل قد سقط، وبات بحاجة إلى إعادة بناء كاملة.
