كيف تسببت صعوبات أرنولد في "أزمة مركز" لفالفيردي في ريال مدريد

كيف تسببت صعوبات أرنولد في "أزمة مركز" لفالفيردي في ريال مدريد
يواجه المدرب تشابي ألونسو أول أزمة تكتيكية حقيقية له في ريال مدريد، وهي معضلة معقدة لا تتعلق بنقص المواهب، بل بصعوبة دمجها. فوفقاً لتقرير مطول نشرته صحيفة "ماركا" الإسبانية، فإن الصعوبة الكبيرة التي يواجهها النجم الإنجليزي ترينت ألكسندر-أرنولد في التأقلم مع "فلسفة ألونسو"، تخلق "تأثيراً سلبياً" ومباشراً على أحد أهم أعمدة الفريق: الأوروغوياني فيديريكو فالفيردي.
فالفيردي، "الجندي" المخلص الذي لطالما ضحى بمركزه المفضل من أجل مصلحة الفريق، يجد نفسه مرة أخرى "سجيناً" لتعدد استخداماته، حيث يُجبر على اللعب كظهير أيمن مؤقت، مما يهدد مستواه ويقلص فرصه في اللعب بمركزه الحقيقي في خط الوسط.
"لغز" ألكسندر-أرنولد
عندما وقع ريال مدريد مع ألكسندر-أرنولد، كان يُنظر إليه على أنه الحل الهجومي الساحر لمركز الظهير الأيمن. لكن التقرير يشير إلى أن المدافع الإنجليزي "لم يثبت نفسه بعد"، والسبب مزدوج:
- الاختلاف التكتيكي الجذري: جاء أرنولد من نظام لعب (في ليفربول) يعتمد عليه كـ "صانع ألعاب" متقدم (Playmaker)، يُمنح حرية مطلقة في التقدم، وإرسال العرضيات، والانضمام إلى عمق الوسط، مع وجود تغطية دفاعية مكثفة من لاعبي خط الوسط (مثل جوردان هندرسون سابقاً).
- نظام تشابي ألونسو، فيبدو أنه يتطلب "ظهيراً كلاسيكياً" في المقام الأول. ألونسو، كلاعب وسط أسطوري، يقدّر الانضباط التكتيكي، والصلابة الدفاعية 1 ضد 1، والتمركز السليم قبل التفكير في المغامرة الهجومية. أرنولد، الذي لا تزال قدراته الدفاعية البحتة محل تساؤل، يجد صعوبة هائلة في التكيف مع هذا "النهج التكتيكي" المختلف تماماً عن أسلوبه المعتاد.
- الإصابة القاتلة: زاد الطين بلة، تعرضه لإصابة عضلية في شهر أيلول الماضي. هذه الإصابة لم تعرقل تطوره البدني فحسب، بل أتت في "الفترة الذهبية" للتأقلم، حيث حرمته من أسابيع حاسمة كان من المفترض أن يقضيها في استيعاب تعليمات ألونسو الجديدة وفهم ديناميكية زملائه. والآن، هو يعود للمشاركة وهو لا يزال "متأخراً" تكتيكياً عن بقية زملائه.
فالفيردي: "الضحية" المثالية
هذه الصعوبات التي يواجهها أرنولد، بالإضافة إلى غياب داني كارفخال (بسبب الإصابة أو الإرهاق)، لم تترك لتشابي ألونسو أي خيار سوى اللجوء إلى "الحل السحري" المعتاد: فيديريكو فالفيردي.
اضطر فالفيردي، الذي يُفضل اللعب كلاعب وسط "Box-to-Box" أو جناح أيمن هجومي، إلى العودة لمركز الظهير الأيمن المؤقت. ورغم أنه يقدم أداءً جيداً بفضل سرعته الهائلة وروحه القتالية، إلا أن هذا المركز يحد من قدراته الإبداعية الحقيقية. إنه يحرم ريال مدريد من "رئة" الفريق في الوسط، ويحول لاعباً من طراز عالمي في مركزه، إلى مجرد "ساد للثغرة".
اقرأ أيضاً: لاهوز يفجر الجدل: برشلونة حرم من ركلة جزاء واضحة أمام كارفخال
"زحام" في الوسط.. لا مكان للقائد
المشكلة تتعمق أكثر عندما ننظر إلى خط الوسط. ففي الأوقات العادية، كان يمكن لفالفيردي أن يجد مكاناً. لكن مع عودة النجوم، أصبح الأمر مستحيلاً
شهد الكلاسيكو الأخير الاعتماد على جود بيلينغهام وإدواردو كامافينغا كأساسيين. ومع وجود أوريلين تشواميني كخيار أساسي آخر في الارتكاز، فإن المراكز الثلاثة في خط الوسط تبدو "محجوزة بالكامل". بيلينغهام هو النجم الأول، وكامافينغا يقدم التوازن المطلوب، وتشواميني هو الجدار الدفاعي.
هذا "الزحام" الفاخر في خط الوسط يغلق الباب تماماً أمام فالفيردي. فرصته الوحيدة للبقاء في التشكيلة الأساسية هي القبول بدور "الظهير المضحّي"، وهو دور يلعبه على مضض.
قيود ألونسو التكتيكية
والمثير للاهتمام، كما أشار التقرير، هو أن ألونسو "قلّما يعتمد على ثلاثة مدافعين". هذا القرار التكتيكي هو ما يفاقم الأزمة ، فلو قرر ألونسو التحول إلى خطة 3-4-3 (التي يتقنها)، لكانت المشكلة قد حُلّت: كان ألكسندر-أرنولد سيجد نفسه في مركز "الجناح-الظهير" (Wing-back) الذي يمنحه الحرية الهجومية ويخفف عنه الأعباء الدفاعية. وفي الوقت نفسه، كان فالفيردي سيجد مكانه الطبيعي كأحد لاعبي "الوسط المزدوج" أو حتى كجناح أيمن متقدم.
لكن بإصرار ألونسو على خطة (4-3-3) أو (4-2-3-1)، فإنه يضع أرنولد في قالب لا يناسبه، ويجبر فالفيردي على دفع الثمن.
والنتيجة، كما يوضح التقرير، هي أن "مساحة فالفيردي على الجانب الأيمن محدودة" (لأنه يلعب كظهير تقليدي وليس جناحاً)، وهذا "يزيد من صعوبة الحفاظ على مستواه" المعهود، ويهدد استمراريته في التشكيلة الأساسية بمجرد عودة أرنولد أو كارفخال إلى كامل جاهزيتهما.
