توتي يشجّع يوفنتوس على التعاقد مع سباليتي

- العلاقة بين توتي وسباليتي هي واحدة من أكثر القصص الدرامية في تاريخ "الكالتشيو"
في تصريح يُعد من العيار الثقيل في عالم كرة القدم الإيطالية، ليس فقط لمضمونه الفني، بل لعمقه التاريخي والشخصي، قدم أسطورة نادي روما الخالد، فرانشيسكو توتي، "مباركة" غير متوقعة على الإطلاق لانتقال مدربه السابق، لوتشيانو سباليتي، إلى قلعة الغريم الأزلي يوفنتوس.
واعتبر "ملك روما" أن تعاقد "السيدة العجوز" مع سباليتي، الذي يخوض النادي مفاوضات متقدمة معه ليكون خليفة للمدرب المُقال إيغور تودور، سيكون بمثابة "صفقة رابحة" و"صفقة كبيرة" للنادي التوريني.
هذه الكلمات، التي نقلتها وسائل الإعلام الإيطالية اليوم الثلاثاء، تحمل وزناً استثنائياً يتجاوز مجرد التحليل الفني؛ فهي قادمة من الرجل الذي عاش أصعب فترات مسيرته الكروية تحت قيادة سباليتي نفسه، في علاقة تحولت من الاحترام إلى العداء الصريح أمام العالم.
شهادة من قلب "الصراع"
العلاقة بين توتي وسباليتي هي واحدة من أكثر القصص الدرامية في تاريخ "الكالتشيو". ففي فترة ولايته الثانية مع روما، كان سباليتي هو المدرب الذي أخذ القرار التاريخي بإجلاس "الملك" توتي على مقاعد البدلاء، مما أدى إلى توتر هائل بلغ ذروته في نهاية مسيرة "إل كابيتانو" ووداعه الأسطوري الباكي، وهو وداع شعر الكثيرون أن سباليتي كان سبباً مباشراً في تعجيله وحرمانه من نهاية تليق به.
لهذا السبب، فإن سماع توتي اليوم، بعد سنوات من اعتزاله، وهو يدفن كل هذا التاريخ الشخصي المؤلم ويقدم شهادة احترافية خالصة في حق مدربه السابق، هو أمر لافت وقال توتي بوضوح: "أعلم أن سباليتي أحد المرشحين لتولي تدريب يوفنتوس. أعتقد أن النادي سيكون قد أبرم صفقة كبيرة في حال تعاقد معه".
"شخصية فريدة تصنع الفارق"
لم يكتفِ توتي بالمباركة، بل قدم تحليلاً دقيقاً لشخصية سباليتي، وهو تحليل قادم من شخص اختبر هذه الشخصية في أصعب صورها داخل غرفة الملابس ، وأضاف قائد "الجيالوروسي" السابق: "لوتشيانو مدرب قوي، حاضر دائمًا، ويريد النجاح أينما ذهب".
هذه الصفات هي بالضبط ما يبحث عنه يوفنتوس. فبعد إقالة إيغور تودور، يحتاج النادي، الذي يمر بفترة إعادة بناء، إلى مدرب "قوي" لا يهاب الأسماء الكبيرة، و"حاضر" بتفاصيل تكتيكية دقيقة، ويمتلك "عقلية انتصارية" تتوافق مع شعار النادي.
واختتم توتي إشادته بالجوهر الذي يميز سباليتي عن غيره: "إنه يمتلك شخصية فريدة وقدرة حقيقية على صنع الفارق في أي فريق يتولى تدريبه".
اقرأ أيضاً: لابورتا يستدعي فليك ولامين يامال لاجتماع مغلق طارئ
توتي نفسه كان ضحية لهذه "الشخصية الفريدة" التي لا تقبل أنصاف الحلول ولا تعترف بالنجومية على حساب الفريق، وهو الآن يعترف بأن هذه القسوة هي ذاتها "القدرة على صنع الفارق" التي يحتاجها فريق بحجم يوفنتوس لاستعادة بريقه.
لماذا يوفنتوس؟
يأتي ترشيح سباليتي ليوفنتوس في وقت مثالي. المدرب الإيطالي المخضرم، الذي قاد نابولي مؤخراً لتحقيق "اسكوديتو" تاريخي، أثبت أنه قادر على كسر المستحيل وبناء فرق قادرة على المنافسة حتى النهايةيوفنتوس، من جانبه، يبحث عن "ضمانة" للعودة إلى منصات التتويج. اسم سباليتي يقدم هذه الضمانة. إنه مدرب يعرف الدوري الإيطالي عن ظهر قلب، ويمتلك الكاريزما والانضباط التكتيكي الصارم الذي طالما ميز المدربين الناجحين في تورينو.
إن شهادة توتي، أسطورة روما الأول، لصالح انتقال هذا المدرب إلى "العدو" اللدود يوفنتوس، هي الدليل الأكبر على أن هذا الزواج، إن تم، هو الزواج الصحيح من منظور كروي بحت، لدرجة أن حتى "الملك" فرانشيسكو توتي لم يستطع إلا أن يعترف بذلك، واضعاً التاريخ الشخصي جانباً أمام الحقيقة الفنية.
