الاتحاد الإسباني يرفض التدخل في صراع كارفخال ويامال

رياضة|28/10/25
الاتحاد الإسباني يرفض التدخل في صراع كارفخال ويامال
لامين يامال وكرفخال
  • أكدت المصادر أن الاتحاد يعتبر أن الواقعة "لن تؤثر على ديناميكية المنتخب الوطني

فيما لا تزال أصداء "الكلاسيكو" الأخير تتردد بقوة، يبدو أن تداعيات المباراة النارية بين ريال مدريد وبرشلونة قد تجاوزت المستطيل الأخضر، لتصل إلى مكاتب الاتحاد الإسباني لكرة القدم، الذي يجد نفسه في موقف حرج قبل أشهر قليلة من انطلاق نهائيات كأس العالم 2026.

القضية التي أشعلت الأجواء لم تكن فنية، بل شرارة كلامية بدأت قبل المباراة واستمرت حتى بعد صافرة النهاية، وكان بطلاها: القائد المخضرم لريال مدريد داني كارفخال، والنجم الشاب لبرشلونة لامين يامال.

شرارة ما قبل المباراة

القصة بدأت قبل 24 ساعة من القمة، عندما أدلى لامين يامال بتصريحات اعتبرتها الصحافة المدريدية "مستفزة"، حيث أشار النجم الشاب بذكاء إلى ما اعتبره "تحيّزاً تحكيمياً" يستفيد منه ريال مدريد تاريخياً في مباريات الكلاسيكو.

هذه التصريحات، بحسب ما نقلته "مدريد يونيفرسال"، أثارت غضباً عارماً داخل غرفة ملابس ريال مدريد. شعر اللاعبون، وعلى رأسهم القادة، أن يامال لم يكتفِ بـ "شحن" الأجواء، بل تجاوز الخطوط الحمراء باتهام نزاهة منافساتهم.

كارفخال: "إنه يتحدث أكثر من اللازم"

لم ينسَ لاعبو ريال مدريد هذه التصريحات. وبعد أن حسم "الميرينغي" المباراة لصالحه، توجه القائد داني كارفخال بشكل مباشر إلى لامين يامال عقب صافرة النهاية، ليوجه له رسالة تأديبية أمام الكاميرات.

وأشارت التقارير إلى أن كارفخال قال ليامال بوضوح: "إنه يتحدث أكثر من اللازم"، في إشارة واضحة إلى أن الرد يجب أن يكون في الملعب، وأن على النجم الشاب احترام تاريخ منافسيه قبل إطلاق الاتهامات.

هذه اللقطة، التي جمعت بين أحد قادة ريال مدريد (33 عاماً) والنجم الأول لمستقبل برشلونة (18 عاماً)، لخصت صراع الأجيال والتوتر الهائل الذي بات يحيط بالكلاسيكو.

الاتحاد الإسباني يختار "السلام المونديالي"

كان من المتوقع أن يثير هذا الصدام العلني قلقاً بالغاً داخل أروقة الاتحاد الإسباني لكرة القدم، خاصة وأن الرجلين هما ركيزتان أساسيتان في تشكيلة المنتخب الوطني المتجه إلى كأس العالم. كارفخال هو الظهير الأيمن الأول وقائد دفاع "لا روخا"، ويامال هو النجم الهجومي الأول والأمل الأكبر للجيل الجديد.

أي انقسام بين هذين اللاعبين قد يعني تسميم أجواء "غرفة الملابس" في المنتخب، وهو سيناريو عاشته إسبانيا من قبل في عصور التوتر القصوى بين لاعبي الغريمين (مثل حقبة راموس وبيكيه).

لكن، وفي قرار يعكس "براغماتية" شديدة، قرر الاتحاد الإسباني عدم التدخل في الأزمة.

أكدت المصادر أن الاتحاد يعتبر أن الواقعة "لن تؤثر على ديناميكية المنتخب الوطني". ويراهن المسؤولون على أن "الاحترافية" ستطغى على "العصبية" عندما يتعلق الأمر بالقميص الوطني.

اقرأ أيضاً: راشفورد يوجه رسالة لجماهير برشلونة بعد صدمة الكلاسيكو

ثقة دي لا فوينتي

هذا الموقف الرسمي يدعمه بالكامل مدرب المنتخب، لويس دي لا فوينتي، الذي يجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فهو بحاجة ماسة لكلا اللاعبين في قمة مستواهما البدني والذهني وأكّد دي لا فوينتي في تصريحات مقتضبة أنه يثق تماماً في نضج لاعبيه، مشيراً إلى أن "كلا اللاعبين محترفان ويعملان بشكل جيد معاً" خلال التجمعات الدولية السابقة.

ويتوقع المدرب الإسباني، الذي نجح حتى الآن في خلق جو عائلي داخل المنتخب، "ألا تتجاوز هذه الخلافات أرض الملعب". بعبارة أخرى، يطالب دي لا فوينتي بترك "قميص" النادي عند بوابة معسكر المنتخب، وارتداء "قميص" إسبانيا بعقلية موحدة.

بالنسبة للاتحاد، فإن إثارة القضية إعلامياً أو فرض عقوبات أو حتى جلسات صلح رسمية قد "يضخم" من الواقعة أكثر مما يستدعي الأمر. لذلك، تم اتخاذ قرار بـ "هدنة إجبارية" غير معلنة، أملاً في أن يطوي الزمن هذا الخلاف، وأن تفرض أهمية الحدث القادم (كأس العالم) السلام بين القائد المخضرم والنجم الشاب.

سيظل هذا الصراع الخفي تحت المجهر في المعسكر القادم للمنتخب، وسيراقب الجميع كيف سيتعامل كارفخال ويامال داخل الملعب، ليس كخصوم، بل كزملاء في السلاح يطاردون الحلم الأغلى في المكسيك والولايات المتحدة وكندا.