بركان إيراني يُظهر نشاطًا بعد 700 ألف عام من السبات!

بعد أن ظل هادئًا منذ عصور ما قبل التاريخ، تشير بيانات علمية حديثة إلى أن بركان تافتان في جنوب شرق إيران بدأ يُظهر مؤشرات جديدة على النشاط، في تطور وصفه الباحثون بأنه «عودة محتملة إلى الحياة» بعد نحو 700 ألف عام من الخمول.
اقرأ أيضاً : صدم الجميع، لكن عوضهم لاحقًا.. رجل هندي يزيف وفاته ليرى من سيحضر جنازته!
يقع بركان تافتان قرب مدينة خاش في منطقة جبلية وعرة نائية تتسم بصعوبة الوصول إليها وعدم الاستقرار الأمني، ما يجعل من صور الأقمار الصناعية المصدر الرئيسي لمراقبته. وقد رصدت صور وكالة الفضاء الأوروبية ارتفاعًا تدريجيًا في سطح البركان بلغ نحو 9 سنتيمترات خلال الأشهر العشرة الماضية، وهي حركة طفيفة لكنها كافية لإثارة اهتمام الجيولوجيين، نظرًا إلى أن الجبل لم يُسجل أي نشاط بركاني معروف منذ مئات آلاف السنين.
التغيرات الملاحظة تزامنت مع تقارير محلية تحدثت عن تصاعد روائح الكبريت وانبعاثات غازية في محيط القمة، ما دفع العلماء إلى إعادة تحليل البيانات. وأظهرت النتائج وجود تحركات داخلية على عمق يتراوح بين 500 و600 متر، يُعتقد أنها ناجمة عن انتقال الغازات أو تحرك جيوب صغيرة من الصهارة داخل الصخور.
يقول عالم البراكين بابلو غونزاليس، في تصريحات لموقع Live Science، إن تلك التغيرات لا تعني بالضرورة أن ثمة ثورانًا وشيكًا، لكنها تؤكد أن النظام الجوفي للبركان لا يزال نشطًا. وأضاف: «عندما يتراكم الضغط في باطن الأرض، فلا بد أن يجد طريقًا للخروج، سواء بشكل عنيف أو تدريجي».
تافتان، المعروف بانبعاثاته الكبريتية المستمرة من فوهاته البخارية، كان يُصنف ضمن البراكين المنقرضة لعدم تسجيل أي نشاط منذ أكثر من 11 ألف عام، وهو الحد الزمني الذي يستخدمه الجيولوجيون لاعتبار البركان خامدًا أو منتهيًا. لكن المعطيات الجديدة تُعيد تصنيفه إلى فئة البراكين "النائمة" التي لا تزال تحتفظ بطاقة جيولوجية كامنة.
ويؤكد الباحثون أن الهدف من هذه الدراسة ليس إثارة القلق، بل التنبيه إلى أهمية مراقبة التغيرات الطبيعية في المنطقة. فآخر مرة أطلق فيها تافتان حممه، لم يكن الإنسان قد عرف الزراعة بعد، وربما يكون اليوم -بعد مئات آلاف السنين- على وشك أن يُعيد إعلان وجوده من جديد.