نزوح من النصيرات.. خطوات تبحث عن أمان مفقود

Trending|17/09/25
نزوح من النصيرات.. خطوات تبحث عن أمان مفقود
فلسطينيون ينزحون من منطقة مخيم النصيرات بعد أوامر إخلاء من جيش الاحتلال
  • النزوح لوحة دامية بألوان قسوة المشهد
  • صور مؤلمة وقصص تفطر القلوب في كل خطوة

في وسط قطاع غزة، وتحديدًا من مخيم النصيرات للاجئين، يبدأ مشهد النزوح المؤلم وكأنه فصل جديد من الحكاية الطويلة للمعاناة الفلسطينية. عائلات تحمل على أكتافها ما استطاعت من متاع، وأخرى تدفع عربات يعلوها الغبار، فيما يرافق الأطفال دموعهم أكثر من لعبهم، الطريق الذي يسلكونه ليس

نحو الأمان، بل إلى وجهة مجهولة لا تشبه الطمأنينة التي يبحثون عنها.

اقرأ أيضاً : بين الأطلال.. عائلة تبكي ذاكرتها المسلوبة

كل خطوة يخطونها تحكي قصة مثقلة بالألم، امرأة تمسك بيد طفلها، تخشى أن تضيعه وسط الزحام، بينما تحمل في قلبها ذكرى بيت هُدم وأرض فُقدت.

شيخ مسن يسير ببطء، كأنه يسابق الزمن ليستبقي كرامته في رحلة أُجبر عليها، حاملاً صورة قديمة مطوية بين يديه، وكأنها آخر ما تبقى من حياة كاملة.

ذهول في عيون الأطفال

الأطفال، بعيونهم المليئة بالذهول، يرسمون لوحات الحزن دون أن ينطقوا بكلمة. بعضهم يسأل عن مدرسته، عن ألعابه الصغيرة، عن جيرانه الذين لم يجدهم على الطريق. صمتهم أبلغ من الكلام، فكل لحظة يقطعونها على هذه الطرق الموحشة هي درس قاسٍ في الفقد والانتظار.

صبر على فوهة الانهيار

أما الأمهات، فهنّ يحملن الحكاية بأكملها. وجوههن المنهكة تعكس ثقل المسؤولية، فهن يحاولن حماية أسرهن من الخوف والجوع والبرد، في وقت لا يملكن فيه سوى الدعاء وصبرٍ هشّ على فوهة الانهيار. أصواتهن تختلط بزغاريد الماضي، لكن اليوم لا يُسمع سوى صدى الوجع.

وفي النهاية، يبقى مشهد النزوح لوحة دامية تصرخ بأن هذا المكان لا يشبه الوطن ولا يقترب من الأمان، هي رحلة قسرية تحكي عن أوجاع تُحفر في الذاكرة الجمعية للشعب الفلسطيني، وعن قصص حزينة ستظل تتوارثها الأجيال، شاهدة على أن الطرق المليئة بالغبار لم تكن يومًا طريقًا إلى النجاة، بل

جرحًا آخر يُضاف إلى سجل طويل من النزوح والاغتراب.