بين الأطلال.. عائلة تبكي ذاكرتها المسلوبة

- القطاع المتألم يبكي حاله بعد أن عاثت تل أبيب فسادا
- أصحاب الأرض في القطاع يصرخون تاريخم الأصيل
قلب القطاع، يقف بيت مهدم تحوّل إلى ركام صامت يروي حكاية الألم. لم يبقَ من جدرانه سوى حجارة متساقطة تحمل آثار حياة أُطفئت قسرًا. في هذا المكان، كانت الضحكات تُسمع عند الغروب، ورائحة الخبز تعبق في الصباح، لكن كل ذلك انطفأ تحت وطأة القصف، تاركًا خلفه فراغًا يوجع القلب أكثر من أي كلمة.
اقرأ أيضاً : حين ينهش الجوع جسد طفــلة وتغتال الحرب ذكرياتها
على أنقاضه، يجلس أهله يبكونه بحرقة، وكأنهم يبكون أرواحهم التي رحلت معه. لم يكن البيت مجرد سقف يظلّلهم، بل كان ذاكرة طفولة وملجأ خوف وأحلامًا صغيرة نُسجت في تفاصيله. الآن، صارت كل زاوية محطمة تذكرهم بضحكة غابت، أو بصورة ضاعت بين الغبار والدخان.
صرخة على تاريخ اختطف
أولئك الذين عاشوا فيه يشعرون أنهم اقتُلِعوا من جذورهم، وكأن حياتهم توقفت عند لحظة سقوط الجدار الأخير. دموعهم ليست مجرد حزن على الحجارة، بل صرخة على تاريخٍ اختُطف، وعلى أمانٍ كان يُفترض أن يبقى. هم اليوم بلا بيت، بلا حضن جدران، يواجهون الريح والليل القاسي كغرباء فوق أرضهم.
وفي المقابل، تواصل تل أبيب تعنّتها، تمارس عدوانًا غاشمًا على أصحاب الأرض، كأنها تمتلك الحق في محوهم. كأنها لم تكتفِ بسرقة الأرض، بل تصرّ على محو معالم الذاكرة، وتجريد الفلسطيني من أبسط ما يملك: بيت يأويه وكرامة تحفظ إنسانيته.
لكن رغم الركام، يبقى في قلوب أهل البيت المهدّم جذوة عناد لا تنطفئ. فكل حجر سقط سيظل شاهدًا على ظلم لا يُنسى، وكل دمعة سالت ستبقى وعدًا بمواصلة الصمود. البيت المهدّم قد رحل جسدًا، لكنه سيظل حاضرًا في الروح، رمزًا للأرض التي لا تموت مهما طال ليل العدوان.