وجع يمشي على الأرض وركام يحكي قصة شعب موجوع

Trending|13/09/25
وجع يمشي على الأرض وركام يحكي قصة شعب موجوع
فلسطينية تمشي بين أنقاض منازل مدمرة في القطاع
  • القطاع يئن قهرا وجوعا وسط استنزاف المدنيين
  • أحلام الغزيين بين كسرة خبز وزاوية آمنة

بين الركام المتناثر وبقايا البيوت المهدّمة، تمشي سيدة فلسطينية بخطوات مثقلة بالوجع. ملامحها الشاحبة تحكي حكاية عمرٍ من الصبر، وعيونها تفضح ما لم تستطع الكلمات قوله. تحمل بين يديها كيسًا صغيرًا لا يكاد يكفي قوت يومها، تسير في طرقات ضاقت بأنين النازحين وصدى أصواتهم الباحثة

عن حياة آمنة.

اقرأ أيضاً : الكوفية الفلسطينية تتحول إلى رمز عالمي في احتجاجات واشنطن دعما لـ غزة

كل حجر تتجاوزه يعيدها إلى ذاكرة بيت كان يومًا مأوى لأحلامها، وحديقة كانت تزرع فيها أملًا صغيرًا لأطفالها. لكنها الآن تسير بين الجدران المهدّمة، تبحث عن ظل يقيها حر الشمس، أو زاوية تلوذ بها من برد الليل القارس. في قلبها دعاء خافت ألا تسقط فوقها قذيفة جديدة، وألا يخذلها الطريق وهي

تبحثعن الأمان.

جوع ينهش أجسادا متعبة

الجوع ينهش بطنها، لكنه ليس وحده؛ الخوف أيضًا يسكن تفاصيلها، والخسارة ترافقها كظل لا يزول. تبحث عن ما يسد رمقها بين المساعدات الشحيحة التي تصل متأخرة، أو بين ما تبقى من خبز يابس يوزع على النازحين. في عينيها مزيج من الانكسار والعزيمة، فهي تدرك أن الاستسلام ليس خيارًا، حتى

وإن بدا الطريق مظلمًا.

تسير بخطوات مترددة لكنها ثابتة، تجرّ خلفها ذاكرة مثقلة بالصور؛ وجوه أحبّة رحلوا، ضحكات أطفال انطفأت، وأيام هادئة كانت تبدو عادية لكنها غدت اليوم حلمًا بعيد المنال. ومع كل تنهيدة، تتشبث بخيط أمل رفيع، كأنها تقول لنفسها: "لا بد أن يشرق فجر جديد مهما طال الليل".

في النهاية، تبقى هذه السيدة صورة حية لمعاناة شعب بأكمله. قصتها ليست فردية، بل هي مرآة لنساء ورجال وأطفال يواجهون واقعًا يفوق قسوة الخيال. بين الركام والجوع والخوف، تظل تبحث عن زاوية فيها أمان، وعن لقمة تحفظ إنسانيتها، مؤمنة أن صمودها هو السلاح الأخير في معركة البقاء.