أمعاء خاوية ووجوه منهكة.. غزة تصرخ بصمت

- غزة تئن من الجوع وصوت الأمعاء الخاوية تسيطر على المشهد
- طوابير غزة آلام متكالبة من جوع وقهر وحرمان
في قلب قطاع غزة، تقف مشاهد الطوابير الطويلة شاهدةً على معاناة إنسانية تفوق الوصف، حيث يدفع الجوعُ المئات من السكان إلى الانتظار تحت لهيب الشمس من أجل الحصول على كيس دقيق أو علبة طعام، هذا المشهد المتكرر
لا يعكس فقط الفقر المدقع، بل يكشف عمق الأزمة الإنسانية التي تعصف بأبناء القطاع المحاصر منذ سنوات، والتي تفاقمت بفعل الحروب المتتالية، والدمار، وشحّ الموارد.
اقرأ أيضاً : وجوه تجسّد الجوع.. وقصص لا تُروى وسط المجاعة المُهلكة
تظهر النساء والأطفال والرجال على حد سواء وهم يصطفّون بصبرٍ مؤلم، يحدوهم أمل ضعيف في أن يحظوا بما يسدّ رمقهم ليومٍ آخر، بعضهم ينهار من الإعياء، وآخرون يقفون على عكازات أو يحملون أطفالاً جائعين غارت
وجوههم من سوء التغذية، إنه طابور الجوع، لكنه أيضاً طابور الكرامة والصمود، حيث يواجه الإنسان الجائع واقعه المرير بكرامة رغم الانكسار.
صرخات الجوعى
في عيون الواقفين، تختلط مشاعر الخوف من العودة خاليي الوفاض بالحسرة على حياةٍ باتت كلها انتظاراً على أبواب الإغاثة.. صرخات الجوعى لا تصل إلى العالم، أو ربما لا يريد العالم أن يسمعها. فكيف لمجتمع بشري في القرن
الواحد والعشرين أن يقف عاجزاً أمام طوابير تنتظر حقّها في الغذاء؟ إنها مأساة لا يجب أن تُروى فقط، بل أن تهزّ ضمائر البشرية.
هذا الواقع لا يحتاج إلى شفقة، بل إلى عدالة. أهل غزة لا يطلبون المستحيل، بل حقّهم الطبيعي في حياة كريمة، في طعامٍ وماءٍ وأمان. وما لم يتحرّك الضمير العالمي، ستبقى طوابير الجوع شاهداً على فشل الإنسانية في اختبارها
الأكبر.