وسط الحرب تنبت نغمة.. فتيات الرمال يعزفن للحياة

Trending|11/07/25
وسط الحرب تنبت نغمة.. فتيات الرمال يعزفن للحياة
فتيات من غزة يعزفن في حي الرمال على الغيتار
  • الأمل في غزة شعاع ممتد أمام جبال القهر
  • القوة والصمود عنوانان لرحلة المعاناة في القطاع

في قلب حي الرمال المنكوب، شمال مدينة غــزة، وتحديدًا داخل مخيم للنازحين، لا يُسمع فقط صوت الحرب ولا صدى الدمار. هناك، في مساحة ضيقة خُصصت لتكون صفًا موسيقيًا مؤقتًا، ينبعث لحنٌ مختلف، لحنٌ خافت لكنه

عنيد.. يشبه نبض الحياة.

اقرأ أيضاً : في قلب الركام... غزية تغسل الوجع بالذكريات

تجلس مجموعة من الفتياتعلى كراسٍ مهترئة، تتناوب كل واحدة منهن على الإمساك بغيتار بسيط، وجوههنّ يغلب عليها الصمت، لكن أعينهن تلمع بشيء يشبه الإصرار.

في كل نغمة، يهربن قليلاً من الواقع، لا بالإنكار، بل بالمواجهة. وكأن العزف هنا ليس ترفًا، بل فعل بقاء.

الموسيقى بالنسبة لهنّ أكثر من هواية، هي مساحة تنفّس، لغة لا تحتاج لترجمة، وسلاح ناعم في وجه القسوة. تقول إحداهن بصوت خجول: "لا نملك شيئًا سوى هذه الأوتار، لكنها تجعلنا نشعر أن الحياة لم تنتهِ بعد"، تلك الكلمات،

البسيطة في ظاهرها، تحمل ما لا تستطيع نشرات الأخبار قوله.

لحظة سلام مؤقت

في وقتٍ تحاصر فيه الحرب كل شيء، تُصرّ هذه الفتيات على أن يبقى في يومهنّ مكان للحلم. وسط الخيام، وفي ظل فقدان الأمان، يخلقن لحظة سلام مؤقت، لحظة لا تتوقف عند حدود النغمة، بل تتعداها إلى القلب.

ذلك المشهد، العادي في مكانٍ آخر، يبدو هنا وكأنه معجزة يومية. فأن تعزف فتاة فلسطينية على الغيتار داخل مخيم نازحين، هو أشبه بأن تزرع زهرة في صحراء، أو أن تشعل شمعة في عتمة لا تنتهي.

هكذا تعلّم غــزة أطفالها ألا يهربوا من الألم، بل أن يصنعوا من أنقاضه معنى. وهكذا يصبح العزف على الغيتار في مخيم الرمال، عزفًا على أوتار الحياة بلحن الأمل.

أخبار ذات الصلة