طفل جائع في غــزة.. براءة تئن تحت وطأة الحصار

Trending|27/06/25
طفل جائع في غــزة.. براءة تئن تحت وطأة الحصار
طفل جائع في غزة
  • الجوع يسيطر على القطاع تحت وطأة الحرب القاسية
  • القطاع يتألم جراء سياسة تل أبيب الهمجية

في زقاقٍ ضيقٍ من أزقّة غزة المتهالكة، يسير "آدم" حافي القدمين، يغوص في وحل الشوارع التي غمرها القصف والفقر، يبحث في بقايا الدمار عن شيء يأكله، لم يتجاوز التاسعة من عمره، لكنّ عينيه تحملان حزن أعوامٍ لا تُعدّ.

اقرأ أيضاً : ماتت الدمية تحت الركام وبقي الجوع حيًا

لم يتناول شيئاً منذ الأمس، سوى جرعة ماء ملوّثة من خزان مثقوب على سطح بيتهم المدمر. كان يقلب أكياس النفايات بخجل الطفولة، وكرامة شعب يرفض أن يُكسر، علّه يجد كسرة خبزٍ تُبقي قلبه الصغير نابضاً وسط الركام.

كان الدخان لا يزال يتصاعد من بيت الجيران الذي استهدفته طائرات الاحتلال فجراً، بينما كانت أمّه تجمع الرماد المتبقي من موقد الطين محاولةً إعداد شيء من العدس اليابس، لكن حتى النار صارت رفاهية. "تل أبيب" هناك،

وراء الحدود المحصنة، تصدر أوامر الموت بلا رحمة، تحاصر الطعام والدواء والماء، تُخرس صراخ الأطفال، وتغلق الأفق أمام طفولةٍ تُذبح كل يوم على مرأى العالم. سياسة تجويع ممنهجة، لا تميّز بين صغير وكبير، هدفها خنق

الحياة من جذورها.

"آدم" جلس على حجرٍ مكسور، يُطالع كسرة خبزٍ وجدها ملتصقة بعلبة صدئة، وكأنها كنز ثمين. لم يأكلها فوراً، بل نظر إليها طويلاً، كمن يودّع الحياة، أو كمن يودّ أن يشكر الله على معجزة صغيرة. من حوله، صمتٌ قاتل،

وأصوات الطائرات لا تفارق السماء، كان كل شيء يوحي بأن المدينة ماتت، لكن الطفل الجائع لا يزال يقاتل، بجوعه، بصموده، بدموعه التي جفّت في المآقي.

أي قلبٍ هذا الذي يحتمل أن يرى طفلاً يُصارع الجوع، لا في أدغال أفريقيا، بل على بعد أمتار من شواطئ المتوسط، تحت حصار قاسٍ عمره أعوام؟ إنّ ما تفعله "تل أبيب" في غزة ليس صراعًا، بل جريمة مستمرة، إذ تُستهدف

الأفران، والمخابز، والمستشفيات، ومراكز الإغاثة. الطفل "آدم" لا يريد شيئاً من العالم، فقط كسرة خبز، وشمعة في الليل، وهدنة لأحلامه الصغيرة. فهل من ضمير يصحو؟ أم أن العالم فقد إنسانيته إلى الأبد؟

أخبار ذات الصلة