سينما تحت السماء المفتوحة… رسالة بأن غزة ما زالت حيّة - صور

- الغزيون يقاومون الدمار بصمود وإيمان
- الركام في غزة تحول إلى أمل وسط الألم
على أنقاض نادي خدمات الشاطئ الرياضي في مخيم الشاطئ بغزة، حيث تحوّل الملعب إلى ركام والترفيه إلى ذكرى بعيدة، اجتمع أطفال غزة وذووهم ليصنعوا لحظة حياة وسط الموت.
اقرأ أيضاً : الفخار والإرادة.. دروس الحياة من غزة الشامخة - صور
لم يكن الحدث مجرد عرض سينمائي، بل مساحة صغيرة من الضوء اخترقت عتمة الحرب، ونافذة تتيح لهؤلاء الأطفال رؤية عالم مختلف، ولو لساعة واحدة فقط، بعيدًا عن صوت القصف ورائحة الدخان.

في هذا الركن المدمر من المدينة، حيث تهدمت الأحلام كما تهدمت البيوت، بدت الابتسامات الصغيرة وكأنها تُرمّم شيئًا من الروح. جلس الأطفال على المقاعد المتواضعة، تحملهم أحلام بسيطة عن طفولة سُرقت قبل أن تكتمل، بينما وقف الأهالي ينظرون إليهم بفخر
يمتزج بالألم، كانت الفعالية رسالة واضحة: رغم كل شيء، لا يزال نبض الحياة حاضرًا في هذا القطاع المقاوم.

ورغم الجراح المفتوحة التي يعيشها الغزيون يومًا بعد يوم، ورغم ندرة الخدمات والموارد، لم يتوقفوا عن خلق مساحات للفرح. مهرجان أفلام أطفال غزة، المنظم من قبل صندوق مشراوي للأفلام وصنّاعها، بدا وكأنه تحدٍّ صريح للحرب: ثقافة في مواجهة التهجير،
وطفولة في مواجهة الدمار، وفنّ يقف وحده في وجه آلة الحرب. هنا، السينما لا تُعرض فحسب، بل تقاوم.

لوحة إنسانية
كان المشهد أشبه بلوحة إنسانية نادرة، حيث امتزجت أصوات الأطفال بضحكاتهم الخجولة، كأنها ولدت من جديد بين الأنقاض. وعلى الرغم من توقّف الحياة اليومية في غزة مرارًا بفعل الحصار والعدوان، فإن هذه اللحظات تؤكد أن الغزيين يملكون قدرة مذهلة على
إعادة بناء الروح حتى لو عجزوا عن إعادة بناء الحجر. إنها إرادة لا تنكسر، مهما اشتدت ويلات الحرب.

وهكذا، لم يكن حضور الأطفال لهذا العرض حدثًا عابرًا، بل فعل صمود بامتياز. كل طفل جلس بين الركام كان يقول للعالم بطريقة لا تخطئها العين: نحن هنا، رغم كل شيء. غزة التي أنهكتها الحروب لا تزال تنجب الفرح، وتُعيد تعريف معنى البقاء، وتثبت يومًا ب
عد يوم أن هذا القطاع المقاوم أقوى من كل ما يُراد له. إنها الحكاية التي لا تنتهي… حكاية صمود يتجدد.

