بريطاني يقضي 38 عاماً في السجن ظلماً

- بيتر سوليفان يفرج عنه بعد 38 عاماً ظلماً في السجن
- يطالب الشرطة بتقديم اعتذار رسمي عن المعاملة الخاطئة
في أول مقابلة له بعد إطلاق سراحه، قال بيتر سوليفان، الرجل الذي قضى 38 عاماً ظلماً في السجن، إنه تعرّض للضرب والتهديد من قبل الشرطة البريطانية لإجباره على الاعتراف بجريمة قتل لم يرتكبها.
اقرأ أيضاً : فتى ينهي حياة والده دفاعًا عن والدته
ويعتقد سوليفان أنه "تم دسّه" عام 1986 على خلفية مقتل ديان سيندال، التي تعرضت لهجوم وحشي أدى إلى وفاتها في بيركنهيد، ويرال.
وأشار إلى أن لديه صعوبات في التعلم، وأن حكم إدانته أُلغي في مايو/أيار بعد إجراء اختبارات DNA جديدة.
ويطالب سوليفان الشرطة المحلية بتقديم اعتذار رسمي.
ومن جهتها، قالت شرطة ميرسيسايد إنها "تأسف" لوقوع "خطأ قضائي جسيم"، لكنها أكدت أن ضباطها تصرفوا ضمن القانون وقتها.
وقال سولفيان: "لا أستطيع أن أسامحهم على ما فعلوه بي، لأنه سيبقى معي طوال حياتي".
وأضاف أنه "خسر كل شيء" أثناء وجوده في السجن، وأنه "عليه أن يحمل هذا العبء حتى يحصل على اعتذار".
ولسنوات طويلة، عانى سوليفان وعائلته من ألقاب صحفية مسيئة مثل "وحش بيركنهيد"، و"قاتل ميرسي"، و"رجل الذئب". وقال: "هذه الأسماء ستظل معي لأنني لم أكن أبداً أي شيء من هذا القبيل".
وأشار إلى أن والديه دعماه دائماً رغم لحظات اليأس، وقال: "قبل وفاة والدتي قالت لي: أريدك أن تستمر في محاربة هذه القضية لأنك لم ترتكب أي خطأ".
وأضاف أن من أصعب اللحظات كان رفضه حضور جنازة والدته عام 2013 لأنها دُفنت في نفس المقبرة التي وُجدت فيها جثة سيندال.
وبدأت محنته بعد العثور على جثة ديان سيندال، 21 عاماً، في زقاق ببورو رود، بيركنهيد، في 2 أغسطس/آب 1986.
وتم اعتقال سوليفان في 23 سبتمبر/أيلول 1986 بتهمة القتل، وخضع لـ22 مقابلة مع الشرطة خلال أربعة أسابيع، ولم يُسمح له في المقابلات الأولى بالحصول على استشارة قانونية، واصفاً التجربة بأنها "مرعبة".
وقال: "كانوا يزرعون أفكاراً في ذهني، ثم يعيدونني إلى الزنزانة، ثم أعود وأقول ما يريدون دون أن أدرك ما أفعل".
وادعى سوليفان أنه تعرّض للضرب مرتين داخل الزنزانة، قائلاً: "لقد وضعوا بطانية فوقي وضربوني بالعصي فوقها لمحاولة إرغامي على التعاون معهم… كان مؤلماً جداً".
وقال سوليفان: "كل ما أستطيع قوله، هو أن التنمّر أجبرني على الاعتراف لأنني لم أعد أستطيع تحمّل الوضع".
وأكدت وثائق المحكمة أن أول اعتراف له لم يُسجل ولم يكن هناك محامٍ حاضر.
ومن جهتها، قالت شرطة ميرسيسايد إنها لم تكن على علم بالاتهامات المتعلقة بالضرب أو التهديد بتوجيه تهم إضافية، وأوضحت أن التوجيهات حول توفير شخص بالغ مناسب قد تم تعزيزها منذ عام 1986، مؤكدة أن سوليفان كان مطلعاً على حقه في عدم الحديث مع الضباط إن لم يشأ ذلك.
وأشارت سارة مييات، محامية سوليفان منذ أكثر من 20 عاماً، إلى أن موكلها وصل إلى "نقطة الانهيار" أثناء التحقيقات، موضحة أنه أُجبر على الإشارة إلى مواقع خاطئة على خريطة لتحديد مكان الملابس على بيدستون هيل أثناء أحد التحقيقات، وهو ما أقر لاحقاً بأنه "كله كذب".
وعلى الرغم من سحب سوليفان لاحقاً اعترافاته، اعتمدت الشرطة والادعاء القضائي على أدلة من آثار العض، وهي تقنية علمية تم التشكيك فيها بشدة اليوم.
واستناداً إلى هذه الأدلة، حكمت هيئة المحلفين في محكمة كراون في ليفربول عليه بالإدانة في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 1987.
وفي 2023، أمرت لجنة مراجعة القضايا الجنائية بإجراء اختبارات DNA جديدة على عينات من جسد الضحية، وقررت النيابة عدم الاعتراض على النتائج قبل الاستئناف، مما مهد الطريق لإطلاق سراحه.
وفي مايو/أيار 2025، عندما صدر الحكم، كان سوليفان يستمع عبر رابط فيديو من سجن ويكفيلد، وقال: "عندما عادوا بالحكم بأن قضيتي أُلغيت، انفجرت دموع موظفة المراقبة أولاً… وقالت لي: 'بيتر، أنت ذاهب إلى البيت'… عندها شعرت أن العدالة قد تحققت".
ووصف سوليفان صعوبة التكيف مع العالم الخارجي بعد قضائه سنوات طويلة خلف القضبان، وأبدى أسفه لعائلة الضحية قائلاً: "لقد مررت بنفس الألم، لكنني فقدت حياتي وعائلتي بسبب شيء لم أفعله".
وأُعيد فتح قضية مقتل ديان سيندال، ولم تُسجّل أي اعتقالات جديدة، بينما ينتظر سوليفان تعويضاً حكومياً، والحد الأقصى له يصل إلى 1.3 مليون جنيه إسترليني، ووصفت محاميته أنه "لا يوجد مبلغ يمكن أن يعوّض عن 38 عاماً من الحياة المهدورة".
