وفاة طفلة إندونسية بطريقة مروعة

منوعات|2025/11/10
وفاة طفلة إندونسية بطريقة مروعة
فيل
  • طفلة ثماني سنوات تُقتل إثر هجوم فيل بري في رياو
  • خبراء يحذرون من تصاعد صدامات البشر مع الحياة البرية بسبب فقدان المواطن الطبيعية

توفيت فتاة إندونيسية تبلغ من العمر ثماني سنوات في محافظة رياو بعد أن دُهست على يد فيل بري، في حادث أعاد إثارة المخاوف بشأن تصاعد الصراع بين الإنسان والحياة البرية في البلاد.

اقرأ أيضاً : إخوة يعثرون على كتب "كوميك" نادرة تُقدَّر بثروة في منزل والدتهم الراحلة

وحذر خبراء الحفاظ على البيئة من أن تقلص المواطن الطبيعية يدفع الحيوانات إلى الاقتراب من التجمعات البشرية بشكل أكثر خطورة.

وقضت الطفلة، التي تُعرف باسم "سيترا"، ثلاثة أيام في غيبوبة إثر إصابات خطيرة في الرأس قبل وفاتها، بعد أن هاجمها فيل من قطيع مكون من 10 بينما كانت تهرب مع أسرتها من منزل خشبي قرب حقل ذرة في منطقة غرب رومباي.

وقال زولسوني سيكري، مدير مؤسسة "ريمبا ساتوا" التي تقوم بتركيب أطواق تتبع GPS على الفيلة البرية في المحافظة، أن الحادث يذكّر بمدى المعاناة الطويلة التي تتعرض لها الفيلة في رياو نتيجة التدخل البشري، مثل طردها من القرى، والإيقاع بها في الفخاخ، وإخافتها بالألعاب النارية.

وأضاف أن هذه الصدمات تسببت في تغير سلوك الفيلة وجعلتها أكثر عدوانية.

وأشار سيكري إلى أن عبارة "الفيل لا ينسى أبدًا" صحيحة جزئيًا، حيث يمكن للفيلة أن تعود إلى أماكن النزاع السابقة وتهاجم الأشخاص الذين يربطونهم بتجارب صادمة سابقة، مستخدمة حاسة الشم القوية للتعرف عليهم.

وأوضح قائد شرطة غرب رومباي، سعيد خيرول إيمان، أن الحادث بدأ عندما سمع والد الفتاة، ساردو بوربا، أصواتًا عالية خارج المنزل عند الفجر ورصد ثلاثة فيلة أمامه.

وخوفًا من انهيار المنزل، هرع بجمع زوجته وأطفاله الأربعة للهروب عبر الباب الخلفي، وفي خضم الفوضى، تعثرت الطفلة وسقطت تحت قدم الفيل المطارد.

وأكدت السلطات أنها تعمل على إعادة الفيلة إلى موائلها الطبيعية لمنع تهديد السكان المحليين مجددًا.

ويشير الخبراء إلى أن السبب الجذري للصراع يكمن في فقدان المواطن الطبيعية للفيلة، فقد تحولت الأراضي الشاسعة التي كانت موائل للفيلة السومطراوية إلى مزارع زيت النخيل والمطاط والأكاسيا، بالإضافة إلى المصانع، ما دفع الفيلة للاقتراب من التجمعات البشرية بحثًا عن الطعام.

وقال سيكري: "إذا صادفوا منزلاً في الغابة، غالبًا ما يحاولون الدخول للبحث عن الأرز أو الزيت أو النودلز التي تركها المزارعون أو عمال المزارع. عادة، الفيلة البرية تخاف من البشر وتهرب، لكن إذا تذكرت تجربة سابقة سيئة، قد تحاول الدفاع عن نفسها أو الانتقام".

ويُقدر أن هناك نحو 300 فيل سومطراوي متبقي في محافظة رياو، مع انخفاض عدد السكان بنسبة 70٪ خلال العقدين الماضيين، بحسب بيانات وكالة المحافظة على الموارد الطبيعية في رياو.

ومنذ عام 2021، سجلت أكثر من 200 حالة صراع بين الفيلة والبشر في جزيرة سومطرة، لكن نادراً ما أسفرت عن وفاة بشرية.

ويحث الخبراء السلطات المحلية على اتخاذ خطوات عاجلة لحماية المواطن الطبيعية للفيلة، وإجراء مراقبة دقيقة لمسارات هجرتها، ومنع التوسع غير القانوني للمزارع على الأراضي المخصصة للحياة البرية، لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.