تحت القصف فوق الجوع.. المرأة الغزية تكتب ملحمة صبر جديدة

- الغزيون رسالة للعالم سطورها صمود حروفها وطن شامخ
- الجوع والفقدان والهدم والألم والحسرة عناوين في برزة للقطاع
في زاوية من قرية الزوايدة، تقف امرأة فلسطينية بملامح أنهكتها السنين، لكن في عينيها بريق وطنٍ لا يخبو. ترتدي ثوبها التقليدي المطرّز بخيوط الحنين، وتلوّح بيدها وهي تنتظر صندوقًا صغيرًا من المساعدات الغذائية، لا تراه مجرّد طعامٍ يسدّ الجوع، بل رمزًا لصمودها في وجه الجوع
والخذلان، وحكايةً أخرى تُضاف إلى دفتر الصبر الطويل الذي يحمله كلّ فلسطيني في قلبه.
اقرأ أيضاً : مداد الأمل في دفاتر الحـرب.. أطفال غزة يخطّون بداية النور - صور
على مقربةٍ منها، تمتدّ الأرض المحروقة برائحة الدمار، ويغيب صوت الأطفال خلف أنين الجوع والخوف. الحرب لم تترك شيئًا إلا ومرّت عليه ببطشها؛ البيوت تحوّلت إلى ركام، والسماء إلى لوحة من الرماد، ومع ذلك ظلّ في غزة نبض حياة لا يُكسر. فالناس هناك، رغم الجراح، ينهضون
كلّ صباح كأنهم يولدون من رمادهم من جديد.
تلك المرأة لم تكن تنتظر الطعام فقط، بل تنتظر العدالة، تنتظر أن يعود وطنها كما كان يومًا؛ آمناً، مفعمًا بالزيتون والضحكات. قدّمت أبناءها للوطن، ودفنت حلمها في أرضٍ تعرف جيدًا معنى الفقد، لكنها لم تنكسر. هي أمّ الشهيد، وأخت الأسير، وزوجة العامل، وصوت الأرض التي لا تموت
مهما اشتدّت عليها الحرب.
حكاية صمود
في نظراتها تختبئ الحكاية التي لا يرويها الإعلام، وتغيب في زحام الأرقام والبيانات. هي فلسطين المتجسدة في امرأةٍ تصبر وتقاوم دون سلاحٍ سوى الإيمان. كلّ تجعيدةٍ في وجهها خريطةُ ألمٍ وصبر، وكلّ حركةٍ من يديها صلاةٌ صامتة تقول: "سنعيش رغم كل شيء".
وهكذا، تبقى تلك المرأة شاهدةً على وجع غزة، وعلى عظمة من حملوا الوطن في قلوبهم قبل أن يحملهم القبر. ليست مجرد صورة تلتقطها عدسة في لحظة انتظار، بل رمزٌ خالدٌ للكرامة والإنسانية، ورسالة للعالم أن في غزة، حتى تحت القصف، ما زال هناك من يلوّح للحياة.
