دفء عائلي وسط أنقاض الحرب.. لمحات إنسانية من غزة المحاصرة

منوعات|2025/11/08
دفء عائلي وسط أنقاض الحرب.. لمحات إنسانية من غزة المحاصرة
عائلة فلسطينية تشعل النار من أجل الدفء في جباليا
  • الأحزان تتراكم في القطاع المحاصر وسط الجوع والبرد
  • الغزيون صامدون على وقع معاناة قاسية

في جباليا، حيث تحوّلت البيوت إلى غبار، جلست عائلة فلسطينية حول نار صغيرة تحمي ما تبقّى من الدفء في هذا العالم القاسي. النار لم تكن مجرد وسيلة للتدفئة، بل كانت محاولة للحفاظ على خيطٍ رفيع من الحياة، من الذاكرة، ومن ما تبقى من معنى البيت. كانت العيون تحدّق في اللهب، كأنها

تبحث فيه عن شيء يشبه الطمأنينة، أو عن غدٍ أقل قسوة.

اقرأ أيضاً : ضوء وسط الحصار.. أمل مُلوَّن في قلب الجراح

وسط الركام، لا شيء يبدو كما كان. الجدران التي كانت تحمي الضحكات، صارت حطامًا. النوافذ التي كانت تعانق الضوء، انكسرت إلى شظايا. حتى أسماء الشوارع لم يعد لها وجود، وكأن الزمن نفسه قرر أن يمحو ذاكرة المكان. ومع ذلك، بقي الإنسان هناك، يجلس، ينتظر، ويحاول أن يلتقط

أنفاسه من بين الغبار.

منذ وقف إطلاق النار، حاولت الأمم المتحدة إرسال ما يمكن إرساله من طعام، مليون إنسان في غزة تلقّوا طرودًا غذائية، ولكن السؤال بقي معلقًا: هل تكفي الطرود لمحو الجوع من الأجساد؟ وهل يكفي الخبز لإسكات الخوف الذي ينام تحت القلوب؟ فالحياة ليست طعامًا فقط، ولا العيش مجرد بقاء.

غزة تئن ألما وجوعا

برنامج الأغذية العالمي قال بوضوح إن على المعابر أن تُفتح. غزة تحتاج إلى سيلٍ من المساعدات، لا إلى قطرات. هناك أرض تلتهمها المجاعة، وطفولة تحاول ألا تنطفئ. لكن الشمال ظلّ مغلقًا، دون تفسير، وكأن الجوع لا يحتاج إلى تفسير، وكأن الانتظار قدر، وليس قرارًا بشريًا.

ورغم كل شيء، كانت تلك العائلة حول النار رمزًا هادئًا لشيء لا يُهزم. للقدرة على البقاء رغم الانكسار. للصوت الخافت الذي يقول إن الحياة لا تزال هنا، وإن كانت جريحة. ففي أقسى العتمات، ما زال هناك من يشعل نارًا صغيرة، لا ليطهو شيئًا، بل ليقول: نحن ما زلنا نعيش.