معركة بين ريال مدريد وبرشلونة على صدارة الدوري الاسباني

رياضة|25/10/25
معركة بين ريال مدريد وبرشلونة على صدارة الدوري الاسباني
من مباراة ريال مدريد وخيتافي في الدوري الاسباني
  • كلاسيكو فليك وألونسو الأول.. تحدي الإصابات يرفع الإثارة

تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم نحو العاصمة الإسبانية حيث يستعد ملعب "سانتياغو برنابيو" لاستقبال الفصل الأحدث من ملحمة "الكلاسيكو" الخالدة، التي تجمع الغريمين التقليديين ريال مدريد وبرشلونة يوم الأحد.

اقرأ أيضاً: الأسبوع التاسع من دوري المحترفين ينطلق الجمعة بحذر وترقب

هذه المواجهة، التي تمتد جذورها لأكثر من 96 عاماً من التنافس في البطولة المحلية، تحمل في طياتها تحدياً جديداً من نوعه، إذ يمثل هذا اللقاء أول اختبار حقيقي لـ "كلاسيكو المدربين" بين الألماني هانسي فليك والإسباني تشابي ألونسو، في صراع تكتيكي يُتوقع أن يحمل الكثير من الدهاء الكروي.

ريال مدريد تحت قيادة ألونسو: استعادة الهيبة والتوازن الهجومي

يدخل ريال مدريد الكلاسيكو وهو في وضع جيد نسبياً في جدول الترتيب.

ألونسو، الذي استطاع في موسمه الأول أن يعيد الروح والطموح للفريق، يعتمد على أسلوب لعب هجومي منظم، يركز على الاستحواذ المتقن والتمريرات السريعة، مستغلاً قدرات نجومه الكبار والصاعدين.

المنحنى العام للفريق تصاعدي؛ فلم يخسر ريال مدريد على أرضه في الدوري الإسباني منذ أبريل/نيسان الماضي، كما لم يتعرض الفريق سوى لهزيمة واحدة وإن كانت كبيرة ومذلة كانت أمام أتلتيكو مدريد في سبتمبر/أيلول الماضي.

هذه الثقة المحلية تعززها الانتصارات الأوروبية الأخيرة، مما يجعل الفريق الملكي يدخل المباراة بمعنويات مرتفعة.

الاستراتيجية والتحديات التكتيكية للملكي:

  • القوة الضاربة: يرتكز هجوم ريال مدريد بشكل أساسي على سرعة وقدرة فينيسيوس جونيور على استغلال الأطراف، بينما يُعد مبابي القائد الهجومي الجديد القادر على الحسم الفردي.
  • الأجنحة الدفاعية: يعتمد ألونسو على كارّيراس في الجهة اليسرى وفالفيردي في اليمنى لغياب كارفاخال وأرنولد الكامل، مما قد يقلل من العمق الهجومي ويجعل الفريق يعتمد بشكل أكبر على استغلال المساحات خلف دفاع برشلونة المتقدم، وهي نقطة يجب أن يراقبها فليك بعناية.

برشلونة تحت قيادة فليك: تحدي الإصابات والبحث عن التوازن

على الجانب المقابل، يدخل برشلونة الكلاسيكو وهو في المركز الثاني برصيد 22 نقطة، لكنه يعيش فترة تحديات كبيرة بسبب الإصابات التي ألمت بعدد من لاعبيه الأساسيين مثل جافي، ورافينيا، وليفاندوفسكي، مما أثر على أدائه منذ بداية الموسم، بالإضافة لغياب المدرب فليك بسبب الحرمان، حيث سيقود الفريق من المدرجات.

ويسعى هانسي فليك لاستعادة نغمة الانتصارات والعودة إلى سكة المنافسة في الدوري.

فليك، الذي يواجه تحديات غياب اللاعبين، يعتمد على التوازن الدفاعي والهجوم السريع عبر لاعبيه الشباب والمهاجمين الجدد، مستغلاً الطاقة الكبيرة التي قدمها الفريق في مباراته الأوروبية الأخيرة.

الاستراتيجية والتحديات الكتالونية:

  • الغيابات وتوزيع الأدوار: غياب رافينيا يعد خسارة كبيرة للبارسا، إذ يُعد عنصراً مهماً للتوازن الهجومي والدفاعي. هذا الغياب يجبر فليك على إعادة توزيع الأدوار الهجومية، خاصة في الأطراف.
  • الأسلحة الهجومية الجديدة: انضمام ماركوس راشفورد منح دفعة هجومية جديدة، ومن المتوقع أن يكون أحد أبرز مفاتيح المباراة، إلى جانب الموهبة الصاعدة لامين يامال وسرعة بالدي وكوندي.
  • قيادة الوسط والضغط: سيرتكز الأداء الهجومي للبارسا بشكل رئيسي على ثنائي القيادة بيدري ودي يونج، حيث تُبنى من أقدامهما سرعة الإيقاع وتنظيم اللعب. سيعتمد الفريق على الضغط المبكر لحرمان الريال من بناء اللعب وإجباره على التمرير الجانبي أو الخلفي.
  • الصلابة الدفاعية: سيكون وجود أراوخو أساسياً بفضل سرعته وقوته في المواجهات الثنائية ضد مبابي وفينيسيوس، ويتعين على برشلونة التحرك بسرعة عندما يملك الكرة وبلمسات قليلة، مع تجنب الاحتكاكات غير الضرورية، والاعتماد على التمريرات القصيرة والاختراقات بواسطة يامال وراشفورد.

الكلمة الفصل: صراع الفعالية والتحكم الذهني

يمثل الكلاسيكو تحدياً ضخماً للمدربين، حيث إن كل تفصيل مهم: من قراءة المباراة وإدارة التبديلات والحفاظ على الهدوء عند تعقد الموقف.

في مثل هذه المواجهات، لا يكون عامل الأرض حاسماً بالضرورة، بل تُحسم النتيجة عادة بروح المنافسة الفردية والجماعية، والقدرة على التحكم في الإيقاع وتجنب الأخطاء القاتلة؛ لمسة خاطفة من لامين يامال أو فينيسيوس قد تكون كافية لقلب موازين اللقاء، حتى دون سيطرة كاملة على اللعب.

وفي ظل الأجواء الإيجابية التي تسود الفريقين بعد الانتصارات الأوروبية، فإن العالم على موعد مع ليلة كروية ساحرة، سيترجم فيها دهاء فليك وألونسو إلى تكتيك مثير على أرض "البرنابيو".