غزة تودّع صالح الجعــفراوي.. وتهمس: "سلّم على أنس" - فيديو

Trending|13/10/25
غزة تودّع صالح الجعــفراوي.. وتهمس: "سلّم على أنس" - فيديو
الشهيد الصحفي صالح الجعفراوي
  • ارتقاء صالح الجعفراوي رسالة صمود جديدة للعالم
  • صالح الجعفراوي وثق معاناة الغزيين وفرحتهم بعد وقف إطلاق النار

رحل الصحفي صالح الجعفراوي الأحد برصاص مسلحين جنوبي مدينة غزة، في وقت لا يزال صوته لا يزال عالقا في ذاكرة متابعيه الذين صدموا من هول الخبر وفي ذاكرة أصدقائه الذين ودعوه بشغف اللقاء به.

اقرأ أيضاً : الحياة تعود إلى ما تبقى من المدينة المناضلة

ابن غزة الأبية كان حاضرا في الميدان، كان متواجدا بين الركام وتحت القصف ، يروي الحقيقة والمعاناة، موثقا أحداثا دامية ومأساة شعب الجبارين.

كان صالح يلاحق الضوء في أحلك الأيام، يوثّق الألم كأنه يضمده بعدسته، ويزرع في كل لقطة شيئًا من إنسانيته التي لم تفارقه يومًا.

صمود وشموخ

ومنذ اللحظة الأولى للعدوان، كان في الميدان — لا يختبئ، لا يتراجع، ينقل للعالم صرخات الأطفال ودموع الأمهات، يوثق الدمار لكنه لا ينسى أن يرينا جمال الصمود والنضال الشامخ كشموخ جبال الوطن الخالد.

وقبل أن يرحل، التقط بعدسته آخر مشهد من غزة وهي تبتسم بعد وقف إطلاق النار. كانت فرحة صغيرة لكنها صافية، وكأنه أراد أن يقول: “حتى في الحصار، للحياة وجه يستحق أن يُرى"، مكبرا مهللا وضحكته رسالة للعالم أن النضال موجود ما دامت القلوب نابضة.

لقاء ولا أجمل

ارتقاء صالح الجعفراوي وكأنها حكاية يصعب الحديث عنها، حكاية نضال وكلمة حق، رحل ليلتقي بصديق الذي تمنى له الشهيد الصحفي أنس الشريف، وهل أجمل من هذا اللقاء .

كان صالح قريبًا من الجميع، يعرفه الصغير قبل الكبير، أبكانا حين نقل لنا وجع الغزيين ، وأفرحنا حين بثّ فينا الأمل بعودة النبض إلى شوارع غزة.

كان يبكي بحرقة الطفل حين يرى مشهدًا قاسيًا، ويبتهج كالأب حين يسمع ضحكة ناجٍ من تحت الركام.

صالح لم يكن مجرد صحفي، كان ضميرًا بصريًا لغزة، عينها التي لا تنام، وصوتها الذي لم يختفِ حتى بعد أن سكتت نبضاته.

رحل الجسد، وبقيت الصورة — شاهدة على إنسانٍ حمل الكاميرا كما يحمل المقاتل سلاحه، وصنع منها جسرًا بين الألم والأمل.