ضحكات الأطفال تُعيد الروح لوطن شامخ بعد عامين من الألم

Trending|10/10/25
ضحكات الأطفال تُعيد الروح لوطن شامخ بعد عامين من الألم
أطفال من غزة يعبرون عن فرحتهم بعد إعلان وقف إطلاق النار
  • فرحة غزة وكانها باب من الجنة بعد وقف إطلاق النار
  • أطفال غزة يعبرون ع فرحتهم أمام براءة مسلوبة

بعد عامين من الألم والدمار، جاء صباح غزة مختلفًا هذه المرة. لم توقظ أصوات الانفجارات أحدًا، ولم ترتجف الخيام من وقع القصف، بل استيقظت المدينة على أصوات التكبير والتهليل، على ضحكات الأطفال التي عادت تتسلل إلى الأزقة المهدّمة.

اقرأ أيضاً : تهليلات وتكبيرات العيد تصدح في غزة ابتهاجا بإنهاء الحرب - فيديو

لم يصدق الصغار في البداية أن الحرب انتهت حقًا، فراحوا يركضون بين الخيام، يحملون الأعلام ويهتفون باسم مدينتهم التي لم تخذلهم يومًا، رغم كل ما سُلب منها.

عامان من الحرمان والجوع

هؤلاء الأطفال الذين كبروا قبل أوانهم، عاشوا عامين من الحرمان والجوع، ناموا على صدى الطائرات واستيقظوا على غبار الركام، باتوا اليوم يكتشفون من جديد معنى الفرح. كانوا يلوّحون بأيديهم الصغيرة نحو السماء، يبتسمون رغم الحزن، كأنهم يقولون للعالم إن غزة التي نزفت طويلًا لا تزال تنبض

بالحياة.

أمام خيامهم البسيطة، وقفوا صفًا واحدًا، يرددون “الله أكبر” بأصوات خاشعة تشبه النشيد الأول للحياة بعد الموت. لم تكن تلك التكبيرات مجرد كلمات، بل كانت إعلانًا عن انتصار الروح على الحرب، وعن ميلاد الطفولة من تحت الرماد. كانت فرحتهم صادقة حد البكاء، وبساطتهم أكثر صدقًا من كل

بيانات السياسة ووعود الإعمار.

انعكاس لقصة وطن

في وجوههم الصغيرة انعكست قصة وطنٍ قاوم الجوع والدمار، وفي عيونهم التي تلمع بالأمل صورة فلسطين التي لم تنكسر رغم القسوة. كل ضحكة طفل كانت رسالة للعالم: أن غزة لم تمت، وأن أبناءها الصغار قادرون على أن يزرعوا الفرح حتى في أرض أنهكتها النيران.

وفي المساء، حين خيّم الهدوء على المدينة للمرة الأولى منذ عامين، جلس الأطفال قرب خيامهم يروون أحلامهم عن غدٍ بلا خوف. كانت فرحتهم جنتهم الصغيرة في وطنٍ يبكي حالهم، لكنه في الوقت ذاته يفاخر بصمودهم، لأنهم أثبتوا أن الطفولة في غزة لا تُقهر، وأن الحب للحياة أقوى من كل حرب.