وقف النار يعيد النبــض لغزة.. فرحة تولــد من بين الأنقاض - فيديو

Trending|09/10/25
وقف النار يعيد النبــض لغزة.. فرحة تولــد من بين الأنقاض - فيديو
فلسطينيون يعبرون عن فرحتهم بوقف إطلاق النار في القطاع
  • غزة روح جديدة بعد إعلان وقف إطلاق النار
  • الفرحة سيدة المشهد والأنقاض شاهدة

في شوارع غزة التي أنهكها القصف وابتلعها الغبار، خرج الناس اليوم يلوّحون بأيديهم للسماء، كأنهم يودّعون زمناً من الرعب ويستقبلون نسمة سلام مؤقتة.

اقرأ أيضاً : في ذكرى الصمود والإباء .. غـــزة تروي للعالم معنى البقاء

الوجوه المرهقة من السهر والخوف عادت تبتسم ولو للحظة، فخبر وقف إطلاق النار كان بمثابة شريان حياة يتسلل بين الركام. الأطفال، الذين ألفوا صوت الانفجارات أكثر من صوت الأغاني، خرجوا يركضون في الأزقة الضيقة، يرفعون الأعلام ويضحكون كأنهم

لا يريدون أن يصدقوا أن الهدوء عاد فعلاً.

في خان يونس وغزة والشمال، بدت الفرحة سيدة المشهد، رغم أن المشهد نفسه كان مكسوراً. البيوت التي صارت أطلالاً، والجدران التي اختزلت حكايات عائلات رحلت، كلها كانت شاهدة على تناقض عجيب بين الحياة والموت. فرحة الناس لم تُلغِ الألم، لكنها

تجاوزته.. كانت فرحة تحمل في داخلها حزناً دفيناً، كمن يرقص على جرح، أو يبتسم في وجه الغياب.

عند أنقاض المنازل، جلست نساء يوزعن الحلوى، ليس احتفالاً بالنصر، بل احتفالاً بالبقاء. قالت إحداهن وهي ترفع يدها الملطخة بالغبار: "لسنا فرحين لأن الحرب انتهت، بل لأننا ما زلنا هنا." كلماتها كانت تختصر حال الغزيين جميعاً؛ بين الدمار والأمل، بين فقدٍ

لا يُعوّض وحياة تُنتزع من قلب الرماد.

الشوارع تحتضن الفرحة

أما الشباب، الذين فقد كثير منهم أحبّتهم وأحلامهم، فقد حملوا مكبّرات الصوت وبثّوا الأغاني الوطنية. كانت الأغاني ترتطم بجدران مهدمة لكنها تعود بصدى جديد، صدى يؤكد أن غزة لا تنكسر. ورغم أن الزمن توقف هنا منذ سنوات، إلا أن تلك اللحظات القليلة

من الفرح جعلت الناس يشعرون بأنهم انتصروا على الخوف، ولو مؤقتاً.

وهكذا، في قلب الركام، ووسط حسرة لا يمكن حصرها، وُلدت فرحة لا يمكن وصفها. فرحة تخلط الدموع بالضحكات، وتكتب بلون الرماد حكاية شعبٍ لا يموت. كانت غزة، كما هي دوماً، تبكي وتبتسم في آنٍ واحد، وتقول للعالم من جديد: نحن باقون، مهما تكسّر

المكان، ومهما اختفى الزمان.