غريتا ثونبرغ تبحر من أجل الحق.. والإنسانية ترسو في أثينا

- وصولغريتا ثونبرغ إلى مطار أثينا الدولي
- غريتا ثونبرغ:"العدالة البيئة لا تنفصل عن العدالة الإنسانية"
في مشهدٍ يختصر معنى الإنسانية والتضامن، وصلت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ إلى مطار أثينا الدولي رافعةً قبضتها، يحيط بها العشرات من المتضامنين الذين خرجوا لاستقبالها ومن معها من نشطاء أسطول الصمود العالمي، بعد أن أوقفتهم قوات الاحتلال واحتجزتهم أثناء رحلتهم البحرية المتجهة إلى
غزة.
اقرأ أيضاً : اختــطاف الممثل التونسي محمد مراد من أسطول الصمود - فيديو
لم يكن هؤلاء يحملون سلاحًا أو شعارًا سياسيًا، بل كانت قلوبهم مثقلة بالرحمة، وأيديهم ممدودة بالمساعدة نحو شعبٍ محاصرٍ يواجه الجوع والموت في صمت.
كانت الكوفية الفلسطينية تلفّ أعناقهم كرايةٍ واحدة تجمع ما تفرّق من أوطانهم وألسنتهم. من السويد إلى إسبانيا، من فرنسا إلى اليونان، حمل هؤلاء النشطاء على أكتافهم رسالة بسيطة وعميقة: أن الإنسانية لا تُحدّ بالحدود، وأن الضمير الحي لا يمكن أن يُحاصر.
كل موجةٍ عبرتها سفنهم كانت تحمل أملاً جديدًا، وكل نسمة بحرٍ كانت تنقل دعاءً من غزة يهمس: "لسنا وحدنا."
الرحلة الإنسانية لم تكتمل كما أرادوا، إذ اعترضتهم زوارق الاحتلال في عرض البحر، فتم اعتقالهم واقتيادهم بعيدًا عن وجهتهم. ومع ذلك، خرجوا من التجربة أكثر قوةً وإصرارًا، فالهزيمة ليست في الترحيل، بل في التراجع عن قول الحق، وهؤلاء لم يتراجعوا، رفعوا رؤوسهم في مطار أثينا وهم يعلمون
أن ما فعلوه لم يكن عبثًا، بل كان صرخة ضمير في وجه الصمت العالمي.
"عدالة إنسانية"
تقول غريتا ثونبرغ، التي اشتهرت بدفاعها عن كوكب الأرض، إن العدالة البيئية لا تنفصل عن العدالة الإنسانية، وإن ما يحدث في غزة ليس شأنًا سياسيًا فحسب، بل جرحًا في قلب البشرية جمعاء.
كلماتها أعادت المعنى إلى النضال الإنساني، وربطت بين البيئة والحرية، بين الحياة والحق في الماء والغذاء والأمان.
وفي خلفية المشهد، ظلّت الكوفية الفلسطينية ترفرف على أكتافهم رمزًا لا يموت، تحمل ذاكرة شعبٍ لا ينكسر. لقد عاد أسطول الصمود العالمي من البحر، لكنه ترك وراءه بصمةً لا تُمحى في الوجدان الإنساني، تؤكد أن الطريق إلى غزة وإن طال، لن يُغلق مادام في هذا العالم من يبحر من أجل العدالة،
ومن يرفع صوته من أجل الحق.