طفولة تحت الحصار والحصول على الماء حلم يصعب تحقيقه

- الأحزان تتعاظم في القطاع على وقع القهر القاسي
- تل أبيب تواصل سياستها الهمجية في القطاع
في القطاع حيث يقف الطفل حاملاً الماء بدلاً من لعبته، تتجسد صورة صارخة لقسوة الحياة ومعناها الحقيقي بعيدًا عن براءة الطفولة.
اقرأ أيضاً : علم الشموخ فوق الأنقاض.. حين يتحول الصغير إلى رمز
فالطفل الذي كان من المفترض أن ينشغل بقطع المكعبات أو اللعب بسيارة صغيرة، يجد نفسه مثقلًا بمسؤولية لا تناسب عمره، يسير بخطوات متعثرة بحثًا عن جرعة ماء تعين أسرته على البقاء.
خطوات متعبة
في تلك الأزقة الضيقة التي يلفها الغبار، يختفي ضحك الأطفال لتحل مكانه أنين خطواتهم المتعبة، اللعب يصبح رفاهية لا يعرفونها، فيما تتحول الدمى إلى أوانٍ معدنية متهالكة يحلمون بملئها من صنبور لا ينقطع ماؤه، إنّها طفولة مغتصبة من أبسط حقوقها، حيث يتعلم الصغار باكرًا أن الحياة ليست ساحة للهو بل ميدان صراع
من أجل الضروريات.
وطأة الحرمان
قسوة المشهد لا تتوقف عند معاناة الأطفال فحسب، بل تمتد لتشمل الأمهات اللواتي يرين أبناءهن يذبلون تحت وطأة الحرمان. كل قطرة ماء تصبح غالية، وكل يوم جديد يحمل تحديًا أشد قسوة من سابقة، وبين الحلم والواقع، يظل الأمل هشًا أمام جدران العوز والحصار.
لكن ما يزيد الوجع أن هؤلاء الأطفال ما زالوا يحتفظون بشيء من براءتهم، فهم قد يبتسمون رغم التعب، ويخترعون ألعابًا بسيطة من الحجارة أو العيدان، كأنهم يقاومون بقوة غريزية لئلا يُسرق منهم الفرح بالكامل. ابتسامتهم تصبح احتجاجًا صامتًا على عالم لا ينصفهم، ورسالة بأنهم يستحقون أكثر من مجرد النجاة.
ويبقى هذا المشهد الإنساني شهادة على مأساة تتجاوز حدود الجغرافيا، لتضع العالم أمام مسؤولياته. فطفل يحمل الماء بدل لعبته ليس مجرد صورة عابرة، بل نداء حيّ يختصر معنى الحياة حين تتحول إلى عبءٍ مبكر، وصرخة بأن العدالة تبدأ حين يُسمح للأطفال أن يكونوا... أطفالًا.