رحل وبقي صوته.. عبد الله أبو زرقة يهز ضمير العالم من قبره - فيديو

- عبد الله أبو زرقة صرح "أنا جوعان" ومات جوعا في بلاد الغربة
- عبد الله أبو زرقة أشعل مواقع التواصل الاجتماعي وهز الإنسانية
طفل لم يبلغ السادسة، كان صوته أكبر من جسده النحيل، وأقوى من كل الصمت الذي يلف غــزة. آخر ما تركه للعالم لم يكن لعبته الصغيرة، ولا حتى قبلة على جبين أمه، بل كلمة واحدة خرجت من قلبه الضعيف كأنها استغاثة البشرية جمعاء: "أنا جعان".
اقرأ أيضاً : تغريبة في وطن.. نازحون يمشون طريق البقاء وسط القصف والجوع
عبد الله أبو زرقة، الطفل الفلسطيني الذي صار صوته رمزًا للجوع تحت الحصار، لم يعد موجودًا بيننا.
حصار سرق طفولته
رحل الإثنين في مستشفى بمدينة أضنا التركية، بعد رحلة قصيرة مع الحياة، طويلة مع المرض وسوء التغذية، بدأها تحت حصار سرق من الطفولة خبزها ودفء أمها.
"انا جعان" .. صوت إلى العالم
قبل أسابيع، حين ظهر عبد الله في مقطع قصير يصرخ "أنا جعان"، اجتاحت كلماته العالم كالنار، وأيقظت في القلوب ما تحاول السياسة أن تطفئه: ألم الأطفال.
تحولت صرخته إلى أيقونة إنسانية، لكن الجدران التي صنعها الحصار كانت أعلى من صوت الصغير، فانهالت العاطفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتشرت صورته المؤلمة والتي تفطؤ القلوب بسرعة البرق، لأنه دموعه وصلت الإنسانسة والضمائر الحية،
ولأن نظراته كانت تغني عن الخطابات غير الناجعة امام وجعه.
في بلاد الغربة
لم تُنقذ المناشدات عبد الله، انتقل من حضن أمه إلى سرير بعيد في بلاد غريبة، حيث توقفت أنفاسه الأخيرة، وبقيت كلمته معلقة في الهواء، تلاحق ضميرًا عالميًا بدا أبكم.
وليس هذا فحسب، كما أن شقيقته الطفلة حبيبة، ترقد بين الحياة والموت، تصارع تضخم الكبد وتسمم الدم وسوء التغذية.
رحل عبد الله، لكن صرخته لم ترحل. ستظل عالقة في ذاكرة العالم كجرس إنذار: أن الأطفال في غــزة لا يريدون أكثر من حقهم البسيط في الحياة… وكسرة خبز لن تسد جوعهم.