تغريبة في وطن.. نازحون يمشون طريق البقاء وسط القصف والجوع

Trending|19/08/25
تغريبة في وطن.. نازحون يمشون طريق البقاء وسط القصف والجوع
نازحون أثناء سيرهم في منطقة المواصي برفح جنوب قطاع غزة
  • النازحون مثقلون بالهموم والأحزان في القطاع المتجرع قهرا
  • صمود وإرادة عنوانان بارزان للغزيين

يمشي نازحون على طريق طويل غير معبد، يحمل كل منهم ما تبقى من متاعه بين يديه وكتفيه. النساء يحملن أطفالهن على الأكتاف أو بين الأذرع، بينما الرجال يحملون الحقائب الثقيلة، وكل خطوة تبدو وكأنها اختبار للصبر والصمود، كبار السن يتعثرون بين

الحصى، يئنون من الألم ويكابدون التعب، لكنهم يواصلون السير رغم كل شيء.

اقرأ أيضاً : طوابير الجوع.. مشهد يقاوم الصمت ويدمي القلوب

الشمس الحارقة في كبد السماء تزيد من معاناتهم، تحرق وجوههم وظهورهم، وتجعل الحذر والبطء ضرورياً. العطش يزداد يوماً بعد يوم، والجوع يلتهم أجسادهم الهزيلة، لكنهم مضطرون للاستمرار، لأن الطريق هو السبيل الوحيد للنجاة من الموت أو الدمار الذي

يحيط بهم.

خطوات خوف

صوت الانفجارات يتقاطع مع بكاء الأطفال الذين لم يفهموا بعد سبب نزوحهم، وصرخات النساء المختنقات من الخوف. كل خطوة تحمل معها خوف فقدان آخر، كل لحظة تمثل احتمالاً جديداً لمزيد من المعاناة. الأطفال يتشبثون بأيدي آبائهم، يبحثون عن الأمان وسط

فوضى لا تعرف الرحمة.

العيون الحزينة تتبادل النظرات بين النازحين، تبحث عن بصيص أمل أو كلمة طمأنة، لكن الغبار والدخان يملأ المكان، والوجوه متعبة ومجعدة من الأيام الطويلة تحت القصف المستمر. كل شيء حولهم يصرخ بالحزن، ومع ذلك يمضون قدمًا، يجرون أجسادهم

المرهقة خلف أمل بعيد في حياة أكثر أمانًا.

صمود مغموس بالعزيمة

على الرغم من التعب والجوع والخوف، يظل في نفوسهم شعور بالصرامة والعزيمة. كل خطوة، رغم الألم، هي إصرار على البقاء، على حماية الأسرة، على الأمل بأن غدًا سيكون أفضل. في هذه التغريبة القاسية، يظهر الإنسان بأقصى درجات قوته، وأقصى ما

يملكه قلبه من صبر وحب للحياة، رغم كل ما يحيط به من خراب وألم.