هنا غـــزة.. براءة تجر عربات الماء بدل اللعب

Trending|16/08/25
هنا غـــزة.. براءة تجر عربات الماء بدل اللعب
أطفال يجرون عربة الماء بعد الحصول عليه في القطاع
  • القطاع يصارع البقاء بقوة وإرادة
  • الأحزان تتعاظم أمام هول المشاهد

في قلب القطاع المحاصر، يتجلى الألم في صور لا تحتمل، أصوات القصف لم تعد وحدها التي تؤرق ليالي الفلسطينيين، بل صرخات الجوع والعطش التي تخرج من حناجر الأطفال قبل الكبار، فالأم التي كانت تحلم أن ترى أبناءها يركضون نحو المدرسة أو

يتأهبون للعب في الحي، باتت اليوم عاجزة أمام أعينهم البريئة، وهي لا تجد لهم كسرة خبز أو جرعة ماء بارد تروي ظمأهم.

اقرأ أيضاً : أمام الخيام.. طفولة قاسية تكتب فصول الصمود

الجوع أصبح ضيفاً ثقيلاً على كل بيت، بل على كل خيمة ، يجلس مع العائلات حول مائدة فارغة لا تحمل سوى بعض الفتات إن وجد. الأطفال الذين كانوا يوماً يلهون بألعابهم الصغيرة، صاروا اليوم يسألون أمهاتهم عن الطعام كما يسأل الكبار، فتتجمد الكلمات في

حناجر الأمهات، وتختنق الدموع في العيون، إذ لا يملكن سوى الدعاء والصبر.

تعاظم قسوة الحياة

أما العطش، فقد زاد قسوة الحياة مرارة، فالماء الصالح للشرب شحيح، حيث الاصطفاف في طوابير طويلة أملاً في ملء قوارير قليلة.. لا فرق بين رجل وامرأة، بين طفل وشيخ، الجميع يحملون أوعية صغيرة يحدوهم الأمل أن يصلوا دورهم قبل أن ينفد الماء.

مشهد يعكس الانكسار الإنساني حين تتحول أبسط الحاجات إلى معركة بقاء.

في هذا الواقع القاسي، ودّع الأطفال حياة الطفولة التي من حقهم أن ينعموا بها. لم يعد للضحكات الصافية مكان، ولم تعد ألعابهم الصغيرة تشغلهم، بل غدت عيونهم تبحث عن كسرة خبز، أو عن مكان يقيهم برد الليل وحر النهار. لقد كبروا قسراً قبل أوانهم، وتحولوا

إلى باحثين صغار عن أدنى مقومات الحياة.

ورغم كل هذا الألم، يبقى الأمل خيطاً رفيعاً يتشبث به المتمسكون في أرضهم، فالإيمان بعدالة قضيتهم وصبرهم على البلاء يجعلهم ينهضون كل صباح لمواجهة يوم جديد، لعل الغد يحمل لهم بارقة فرج، أو يوماً تعود فيه الطفولة إلى وجوه أطفالهم، فيعيشون كما

يستحقون، حياة كريمة بلا خوف ولا جوع ولا عطش.