يبتسمون رغم القهر.. نازحو غزة على عربة الصمود

Trending|09/08/25
يبتسمون رغم القهر.. نازحو غزة على عربة الصمود
نازحون فلسطينيون يتفاعلون أثناء ركوبهم عربة تحمل متعلقاتهم الشخصية في النصيرات
  • الإرادة والصمود يسيطران على الغزيين على وقع العدوان الغاشم
  • النزوح القاسي مشهد يومي في القطاع

في قلب قطاع غزة، وعلى طريق صلاح الدين المزدحم بالنازحين، كانت العربة الخشبية الصغيرة تتمايل بثقل متاعهم القليل، بينما وجوههم تفيض بملامح لم تعرف الراحة منذ زمن.

اقرأ أيضاً : غــزة... مدينة تودّع الشمس كل مساء بالدموع

ورغم تعب الأيام الطويلة ووجع النزوح القاسي، كان على وجوههم ما يشبه الابتسامة؛ ابتسامة ليست من فرح، بل من كبرياءٍ يأبى الانكسار.

"أصحاب الأرض"

جلسوا على طرف العربة، تتساقط نظراتهم على الخراب الممتد حولهم، لكن أعينهم لم تخسر بريق الأمل… الأم، التي تحتضن أصغرهم، رفعت رأسها كأنها تريد أن تقول للعالم: "لسنا ضحايا، نحن أصحاب الأرض"، فيما الأب يمسك بحبال العربة بحزم،

متحدياً رياح العدوان التي تحاول أن تقتلع كل ما تبقى لهم.

الطريق طويل، والسماء مثقلة بدخان القصف، لكن الأحاديث الخافتة بينهم كانت تدور عن البيوت التي سيعودون إليها، وعن الزيتون الذي سينبت من جديد في ساحاتهم. وسط القهر، كانوا يحيكون حلم العودة بخيوط الإيمان والصبر، كأنهم يزرعون أشجاراً في عراءٍ

جرداء، متيقنين أنها ستخضر يوماً.

رسالة صامتة

كل ابتسامة ترتسم على شفاههم كانت رسالة صامتة، تقول إن القهر لا يستطيع أن يطفئ جذوة الانتماء. لم يرفعوا رايات بيضاء، بل رفعوا وجوههم نحو الشمس، مؤمنين أن النور سيغلب الظلام مهما طال. صمودهم لم يكن شعاراً، بل فعلاً يعيشونه في كل خطوة

على هذا الطريق الموحش.

وهكذا، بين ضجيج العجلات الخشبية ووقع الأقدام المرهقة، كان المشهد لوحةً من الألم والكرامة معاً. هؤلاء النازحون لم يغادروا فقط بيوتهم، بل حملوا معهم وجعهم وأحلامهم، وأصروا أن يظلوا واقفين أمام التاريخ بصدورٍ مفتوحة، يبتسمون في وجه محنةٍ أرادت

أن تطفئهم، لكنها لم تنجح.