"شد يا حبيبي قربنا نوصل".. كهل يُسطر الكرامة بكبرياء وطن
- القطاع ثابت في الحرب الغاشمة التي يشنها الكيان
- أهالي القطاع يثبتون للعالم صبرهم وقوتهم
في طريقه إلى خيمته، بعد أن جمع "الخردة" القابلة للإصلاح، ليستفيد منها في ظل الأحداث التي لا تزال تلقي بظلالها على القطاع.
هذا الرجل الكهل اعتاد على الجلوس في المنزل يرتشف القهوة ويحتسي الشاي مع عائلته يتابعون الأحداث عبر التلفاز، إلا أنه اليوم خرج عن مألوفه، وخرج من الخيمة وتوجه إلى شارع المخابرات في المدينة المحاصرة.
اقرأ أيضاً : "سجّل أنا غزي".. رسالة من القطاع حروفها فخر
اصطحبه صغير لمساعدته في جر "عربة الخردة"، في أرضية سيطر عليها الوحل جراء الأمطار الغزيرة، مشيا كثيرا، ولم يتعبا، فقد اعتادا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر على حياة الحرمان والقسوة.
هذا الرجل الكهل، أراد من الحياة حلوها رغم مرارتها، أراد من الحياة جمالها رغم قباحة المشاهد، أراد من الحياة أملا رغم ملامح الألم المغبرة، فتوجه إلى عدة مناطق لجمع ما يراه مناسبا وقد يكون غير مناسب، لكنه توكل على الله وذهب وقد أعياه الجوع والعكش، ورائحة الركام، وصوت الصواريخ.
ملابس رثة، وحذاء مهترئ وقبعة مُتيبسة من غبار الأنقاض، هذا ما ارتداه هذا الفلسطيني الذي مشى كثيرا ليصل إلى الخيمة البعيدة، وهو يحلم بشربة ماء ولقمة تسد رمق جوعه، ودفء يعوضه البرد الجنوني، ويتكأ على كرسيه.. كل ذلك حلم.
"شد يا حبيبي قربنا نوصل" هذا ما قد يقوله هذا المسن للصغير الذي بدت أنفاسه تتكالب على براءته، فقد تعب من ثقل "الخردة"، فقد خرج مع جده أو ربما والده، ليساعده أو ليسانده بكلمات وإن كانت بسيطة.
هذا الفلسطيني سطر كرامته مستلهما كبرياء فلسطين، التي هي مصدر للمقاومين المستبسلين.