روما الجريح يصطدم بطموح فيكتوريا بلزن في الدوري الأوروبي

- لا تقتصر أهمية المباراة لروما على تعويض الخسارة الأخيرة أو تحسين مركزه في المجموعة. "الذئاب" لديهم دافع تاريخي إضافي يتمثل في مطاردة الأرقام القياسية في هذه البطولة التي يحملون فيها إرثاً كبيراً
يتحول ملعب "الأولمبيكو" في العاصمة الإيطالية، في تمام العاشرة من مساء الخميس، إلى مسرح لمواجهة حاسمة ومصيرية، عندما يستضيف نادي روما الإيطالي نظيره فيكتوريا بلزن التشيكي، ضمن منافسات الجولة الثالثة من بطولة الدوري الأوروبي لموسم 2025-2026.
لا يُنظر إلى هذا اللقاء على أنه مجرد مباراة عادية في مرحلة المجموعات (النظام الجديد للبطولة)، بل هو "اختبار كرامة" لكتيبة "الذئاب" ومدربهم المخضرم جيان جاسبريني، الذين يدخلون اللقاء بجراح غائرة من الجولة الماضية.
اقرأ أيضاً: إعلان قائمة "النشامى" لبطولة غرب آسيا للناشئين في العقبة
كابوس "الركلات الثلاث"
يعيش روما تحت وطأة صدمة نفسية قبل أن تكون كروية. ففي الجولة الثانية، تلقى الفريق خسارة مفاجئة ومؤلمة أمام ليل الفرنسي، في مباراة لم تكن نتيجتها هي الحدث الأبرز، بل ما شهدته من "لحظة تاريخية" سلبية سُجلت باسم النادي الإيطالي.
في تلك الليلة، وفي سابقة نادرة في الملاعب الأوروبية، تصدى حارس مرمى ليل، بيركي أوزر، لثلاث ركلات جزاء متتالية من لاعبي روما. هذه الحادثة لا تمثل مجرد إهدار ثلاث نقاط، بل هي دليل على انهيار نفسي ومعنوي للفريق في لحظات الحسم، وهو ما وضع ضغوطاً هائلة على المدرب جاسبريني ولاعبيه.
لذلك، فإن مباراة الليلة أمام فيكتوريا بلزن هي فرصة "لرد الاعتبار" أمام جماهير "الأولمبيكو"، وإثبات أن ما حدث في فرنسا كان مجرد كبوة عابرة، وأن الفريق يمتلك الصلابة الذهنية للعودة.
طموح تشيكي يهدد الكبرياء الإيطالي
على النقيض تماماً من معاناة روما، يدخل فيكتوريا بلزن اللقاء بمعنويات مرتفعة وثقة كبيرة. الفريق التشيكي بدأ مشواره في البطولة الأوروبية بشكل مثالي، حيث حقق فوزاً قوياً ومستحقاً في مباراته الأولى، قبل أن يفرض التعادل في مباراته الثانية.
هذه البداية الواثقة وضعت فيكتوريا بلزن في مركز متقدم ومريح. ففي ظل النظام الجديد للبطولة (نظام الدوري)، يحتل الفريق التشيكي المركز الثامن في الترتيب العام برصيد 4 نقاط، وهو مركز يؤهله مباشرة إلى الأدوار المتقدمة.
في المقابل، يقبع روما حالياً في المركز الخامس عشر برصيد 3 نقاط (من فوز وحيد)، وهو مركز لا يليق باسم النادي الإيطالي ويضعه في منطقة الخطر الحسابية. ويدرك فيكتوريا بلزن أن روما "جريح" وفي حالة شك، وسيسعى لاستغلال هذا العامل لخطف نتيجة إيجابية من قلب العاصمة الإيطالية، قد تكون التعادل أو حتى الفوز، لتعزيز موقعه في جدول الترتيب.
مطاردة الرقم 99
لا تقتصر أهمية المباراة لروما على تعويض الخسارة الأخيرة أو تحسين مركزه في المجموعة. "الذئاب" لديهم دافع تاريخي إضافي يتمثل في مطاردة الأرقام القياسية في هذه البطولة التي يحملون فيها إرثاً كبيراً.
ويسعى روما، من خلال الفوز الليلة على أرضه وبين جماهيره، إلى تحقيق الفوز رقم 99 في تاريخ مشاركاته ببطولة الدوري الأوروبي (بمسماها القديم والجديد). الاقتراب من هذا الرقم القياسي يمثل دافعاً معنوياً كبيراً للاعبين لتقديم كل ما لديهم.
يدرك جاسبريني أن أي تعثر جديد، خاصة على ملعب "الأولمبيكو"، قد يدخل الفريق في دوامة من الشك يصعب الخروج منها، ويهدد مسيرته الأوروبية مبكراً. لذا، لا بديل عن الفوز لاستعادة الثقة، وإسكات الانتقادات، ومواصلة كتابة التاريخ في بطولتهم المفضلة.