صرخة ألم… غزي على أطلال عائلته الراحلة

- مشاهد مؤلمة في القطاع تبكي العالم حسرة وقهرا
- الغزيون لا يملكون سوى الدعاء إلى الله عزوجل
في زاوية منسية من قطاع غزة، جلس رجل خمسيني على أطلال منزله المهدّم، يحتضن بين يديه صورة لأبنائه الذين خطفهم الموت تحت ركام القصف.
اقرأ أيضاً : البكاء الذي لا يسمعه العالم… رسالة أطفال غــزة الصامتة
دموعه كانت أبلغ من أي كلمات، فقد سالت بصمتٍ ثقيل حمل وجع سنوات، وكأنها تسابق الريح لتصرخ بما عجز صوته المبحوح عن قوله.
وطن يحاصره الجوع
لم يكن يبكي على أسرته فقط، بل على وطنٍ يحاصره الجوع، وأرضٍ أنهكها الحصار. قال بصوت متقطع: "لم يبقَ لنا سوى الله"، قبل أن يشيح بوجهه عن الكاميرات التي حاولت أن تلتقط لحظة انكساره، لأنه يعرف أن الصور لن تشبع أطفال غزة خبزًا، ولن تعيد أحبته الذين غابوا.
هذا الرجل هو مرآة لآلاف الغزيين الذين خسروا كل شيء، بيته، مثل بيوت كثيرة، أصبح مجرد حجرٍ متفحمٍ ورماد، بينما بقي قلبه يتقد بحسرة لا تهدأ.
لم يعرف كيف سيواصل الحياة، ولا كيف سيجيب على أسئلة من تبقى من أطفاله الذين يسألونه عن خبز الصباح وماء الشرب.
استجداء رحمة
في لحظة انكسار، رفع يديه نحو السماء، يستجدي رحمةً تداوي جراحه كان يصرخ في صمته: أين العالم من دموعنا؟ أين البشر من صرخات أطفالنا؟ لم يكن ينتظر جوابًا، لأنه يعرف أن الصمت هو ما اعتادت غزة سماعه منذ عقود.
ذلك المشهد لم يكن مجرد دموع رجل، بل صرخة حياة كاملة تنهار، صورة إنسان فقد أسرته، وبيته، وأمنه، وبقي يحمل فوق كتفيه ذاكرة الجوع والقهر والخذلان.
دموعه لم تكن تخصه وحده، بل كانت دموع غزة كلها، مدينة تعيش على صبرٍ يليق بالأنبياء، وعلى أملٍ لا ينطفئ رغم الظلام.