البكاء الذي لا يسمعه العالم… رسالة أطفال غــزة الصامتة

- تل أبيب تواصل سياستها الهمجية على وقع الحزن والجوع في غزة
- خيمات النزوح أهداف الاحتلال لوأد أهالي القطاع
تجلس الطفولة على أطراف الألم، في زاوية منسية وسط أطلال الخيمة التي كانت ملاذًا مؤقتًا لعائلات نازحة. هناك، في دير البلح، تقف فتيات فلسطينيات تبكين بحرقة على ما فقدنه، على خيمة ضربتها غارة أرهقت الأرض والسماء معًا. الدموع تتساقط على وجوههن الصغيرة، كأنها المطر الذي لم يعد
يعرف طريقه إلى الأرض بعد الآن.
اقرأ أيضاً : هنا غــزة.. خبز الكرامة ينهض من جوع الحصار
الصورة التي التقطت للحظة البكاء هذه تنطق بكل ما تعجز الكلمات عن التعبير، فهي حكاية صمود ونكسات، فرح تاه بين الركام وحياة أُجبرت على التوقف للحظة، لتقف أمام عينين بريئتين تدركان قليلًا فقط من حجم الحرب التي تحاصر طفولتهن.
رسالة صامتة
كل دمعة هي رسالة صامتة عن خوف، عن فقدان، عن حنين لأمان غادرهن. خيمتهن التي كانت مأوى لهن ولأهلهن تحولت إلى رماد يذكرهن بوحشية الحرب، لكنه أيضًا يبرز شجاعة القلب الذي يرفض الانكسار. في تلك اللحظات، يتحول البكاء إلى صرخة مكتومة، إلى نداء للعالم ليتذكر أن خلف كل رقم
وإحصائية هناك روح، هناك حياة صغيرة تتألم وتبحث عن الأمل.
ورغم الألم، تحمل هذه الفتيات في عيونهن لمعة صمود، وكأنهن يعلنّ بصمت أن الحياة ستستمر، وأن الروح الفلسطينية لن تنكسر مهما كثرت الغارات. كل خيمة تهدمت، وكل حلم تأجل، لا يقدر أن يطفئ شعلة الأمل في هذه القلوب الصغيرة، ولا أن يمحو الحكايات التي ستظل تُروى عن شجاعة الطفولة
وسط الخراب.
في النهاية، تظل صورة هؤلاء الفتيات أيقونة إنسانية، شاهدة على ما يختبره الأطفال الفلسطينيون من ويلات الحرب، وتذكيرًا للعالم بأن الإنسانية تقاس بما نقدمه للحياة التي ما زالت تبحث عن الأمان بين الركام والدخان. كل دمعة، كل صرخة، كل لحظة حزن، هي نداء للحياة لتستمر، وللقلوب لتبقى
محافظة على روحها رغم كل الصعاب.