من زينة وألوان إلى صمت وركام.. هكذا تمر ذكرى المولد النبوي الشريف في القطاع

Trending|04/09/25
من زينة وألوان إلى صمت وركام.. هكذا تمر ذكرى المولد النبوي الشريف في القطاع
أنقاض منازل مدمرة في القطاع
  • القطاع جسد بلا روح من السعادة والفرحة في ظل العدوان المستمر
  • ذكرى المولد النبوي الشريف استعادة لذكريات محملة بالأسى

في قطاعٍ مثقلٍ بالجراح، يخيّم الألم والحزن على وجوه الغزيين الذين اعتادوا في مثل هذا الوقت من كل عام أن يضيئوا بيوتهم بالأنوار، ويملؤوا الشوارع برائحة الحلوى التي يتقاسمها الكبار والصغار فرحًا بذكرى المولد النبوي الشريف، غير أن هذا العام يأتي مختلفًا، فلا بهجة تُرى ولا أصوات الأناشيد

تُسمع، بل صمت يثقل الأرواح، ودموع تحجب الأمل.

اقرأ أيضاً : الحسرة تمشي معهم.. رحلة لا تعرف الرحمة

كانوا فيما مضى، مع حلول هذه المناسبة، يجتمعون حول موائد عامرة بالحبور، توزع فيها الحلوى وتُرفع فيها الأيادي بالدعاء، يتشاركون لحظات من الروحانية التي تزيح عن قلوبهم هموم الحياة اليومية. اليوم، تُستبدل تلك اللحظات بآهاتٍ طويلة، وبحثٍ عن كسرة

خبز تسند حياة مهددة، وسط الخراب الذي يبتلع الذكريات.

في الأزقة الضيقة التي كانت تفيض بضحكات الأطفال وهم يحملون الرايات الصغيرة، يخيّم الآن الصمت. الأطفال الذين طالما رقصت قلوبهم فرحًا بهذه الأيام، يحدّقون في وجوه آبائهم الباحثة عن بصيص طمأنينة. لا ألوان ولا زينة ولا حلوى، بل أنينٌ يختبئ في

تفاصيل كل بيت مكلوم.

تل أبيب حرمتهم الفرحة والسعادة

لقد حرمتهم تل أبيب من الفرح، وسرقت من قلوبهم تلك الطقوس التي كانت تمنحهم لحظات نادرة من السعادة والسكينة. غابت الاحتفالات الروحانية التي كانوا ينتظرونها كل عام، وباتت الذكرى تمرّ مثقلة بالأسى تحت ظلال الحصار والعدوان، بدلًا من أن تكون

مناسبة تُحيي الأمل وتجمع العائلات.

ومع ذلك، يبقى في قلوبهم شيء من نور المولد، ذكرى النبي الكريم التي تعلمهم الصبر والرحمة، وتزرع فيهم الأمل رغم القسوة. ففي كل دعاء يرفعونه، يطلبون الفرج، وفي كل دمعة تنهمر، يختبئ يقين بأن الغد قد يحمل لهم حياة أفضل، تعود فيها الاحتفالات

والأناشيد، ويعود الأطفال ليبتسموا من جديد.

هكذا يمضي هذا الخميس، الذي يصادف ذكرى المولد النبوي الشريف، محمّلًا بالأسى بدلًا من الفرح. لكنه يظل شاهدًا على قوة الإيمان في قلوبٍ أنهكها الألم، وأملٍ لا ينطفئ مهما طال الحزن. فكما كانوا يحتفلون في الماضي، يحلمون أن يأتي يوم قريب يستعيدون

فيه بهجة هذه المناسبة المباركة، بين زينة وحلوى وضحكات تُضيء العتمة.