أطفال بلا طفولة.. مشهد مؤلم من شوارع غزة المُتألمة

Trending|25/08/25
أطفال بلا طفولة.. مشهد مؤلم من شوارع غزة المُتألمة
فتاة فلسطينية تبحث في القمامة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة
  • القطاع المجوّع تتعاظم أحزانه على وقع العدوان المستمر
  • الغزيون راسخون في أرضهم رغم انعدام الحياة

في شوارع غزة المزدحمة وبين ركام البيوت المهدّمة، تمشي طفلة صغيرة بخطوات مترددة نحو حاوية نفايات قديمة، لم تعد تعرف طعم وجبة دافئة منذ زمن، فالجوع بات أقوى من أي شعور بالخجل أو الخوف، تحمل بيديها كيسًا بلاستيكيًا مهترئًا، وعيناها تبحثان

بصمت عن أي بقايا طعام يمكن أن تخفف وجع المعدة الفارغة.

اقرأ أيضاً : أنقاض وفتات.. مائدة طفـلة غزية

تغوص الطفلة بين بقايا الخبز والخضروات الفاسدة، تجمع ما تستطيع لإخوتها الذين ينتظرونها في ركن خيمة بالية في المخيم. منذ أن فقد والدها عمله وانقطعت المساعدات، أصبحت مهمتها اليومية التنقيب في الحاويات تحت لهيب الشمس أو برد الليل. الطفولة هنا

لم يعد لها معنى سوى البحث عن النجاة.

كل مرة تمد يدها داخل الحاوية، يختلط الخوف بالأمل. تخاف أن يراها أحد فيسخر منها، لكنها تأمل أن تجد شيئًا يسد رمق إخوتها الصغار، ورغم قسوة المشهد، يلمع في عينيها بريق عناد وصبر، كأنها تعلن للعالم أن الحياة تستحق المحاولة رغم كل شيء.

تمرّ بجانبها امرأة عجوز، تضع يدها على رأسها وتهمس: "الله يرزقكِ يا بنتي". لم تكن الكلمات كافية لتملأ بطنًا خاوية، لكنها كانت دفئًا عابرًا في قلبٍ أرهقه الحرمان. في تلك اللحظة، ظهر أن الرحمة لا تزال ممكنة، حتى في أحلك الظروف.

صرخة في وجه العالم

هذه الحكاية ليست عن طفلة واحدة فقط، بل عن جيل بأكمله يكبر بين الدمار والحصار والجوع. إنها صرخة في وجه العالم، ورسالة بأن أطفال غزة يستحقون حياة تليق ببراءتهم، حياة لا يضطرون فيها للبحث عن فتات الطعام في الحاويات، بل يجدون فيها كرامتهم

وأحلامهم كما يليق بأي طفل في هذا العالم.