بين الجوع والقنابل… طفل غزّي يعانق الماء فرحا

Trending|05/08/25
بين الجوع والقنابل… طفل غزّي يعانق الماء فرحا
صبي فلسطيني يلهو بخرطوم مياه في حي الدرج بمدينة غزة
  • القطاع المتألم بات قصصا متدفقة من الأوجاع
  • الجوع مصيدة الأبرياء جراء سياسة تل أبيب الوحشية

في زقاقٍ ضيق من أزقة حي الدرج في غزة، حيث تختلط رائحة الغبار بالدخان، وتخنق الوجوه حرارة الحرب، وقف صبي صغير يضحك.

اقرأ أيضاً : يتقاسمون العدس .. صمت الأحفاد أنطق قلب الجد إيثارا

ضحكة نادرة، مباغتة، اخترقت صمت الحصار الثقيل، وجوع الأيام المتكررة، وفزع الليالي الطويلة. كل ما كان في يده خرطوم ماء صدئ، ينفث الحياة في لحظة بدا فيها أن كل ما حوله قد مات.

لحظة اندهاش

ركض الصبي بين البرك الصغيرة التي كوّنها بنفسه على الإسفلت المتشقق، يبلل قدميه ووجهه ويضحك كما لو أنه يعانق البحر.

كأن الماء اكتشاف جديد، كأنه نعمة لم يعرفها من قبل. لم يكن في ذهنه الطعام الناقص، ولا أصوات القصف التي لا تهدأ، ولا حتى الصيحات القادمة من بناية مجاورة استهدفتها قذيفة قبل قليل. كان هناك فقط: هو والماء والفرح.

كنز صغير

لم ير هذا الصبي نهرًا في حياته، ولم يقف يومًا تحت شلال، ولم يسبح في بحرٍ دون خوف..وها هو اليوم، يعثر على كنزه الصغير في خرطوم خفيف، يروي ظمأ الطفولة المعلقة بين الجوع والرماد. من يراه يظن أن الصيف في غزة ليس نارًا، بل مهرجان مياه،

وأن الحرب ليست نارًا بل غيمة مرّت من بعيد.

في عينيه انعكست لحظة من حرية لا تمنحها الاتفاقيات ولا تنتزعها الصواريخ.

كأن الماء غسل شيئًا من الخوف، كأن برودة الرذاذ كانت وعدًا بأن الطفولة رغم الحرب لا تموت تمامًا. لوهلة، بدا وكأن الصبي أطفأ بضحكته نار الحرب، أو على الأقل نسيها… فقط للحظة.

وهكذا، وسط الجوع وحرارة الصيف ولهيب القصف، ظل هذا الصبي يلهو…

كأنما يقول للعالم: “أنا هنا. لم أمت. وجدت الماء، ولعبت. وهذا كافٍ لليوم.” مشهده كان مرآةً موجعة لحقيقة مؤلمة: أن الفرح في غزة ليس حقًا… بل معجزة.