"كرغيف خبز".. بسام كوسا يرثي زياد الرحباني بكلمات تفطر القلوب

"كرغيف خبز".. بسام كوسا يرثي زياد الرحباني بكلمات تفطر القلوب
بسام كوسا
  • بسام كوسا:""لم أكن حقاً أرغب في الكتابة عن زياد"
  • بسام كوسا:""مررتَ في حياتنا كسربٍ من السنونو، وغادرتنا بسرعة الشهب"

ودّع الفنان السوري بسام كوسا صديقه الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني بكلمات تنزف ألمًا وصدقًا، مستحضرًا رحلة صداقة امتدت عبر الفكر والفن والمواقف.

اقرأ أيضاً : الشاعر طلال حيدر ينهار في وداع زياد الرحباني ويصرخ "قوم" - فيديو

بدأ بسام كوسا مقاله في صحيفة الأخبار اللبنانية باعتراف صريح ومجرّد من التكلّف: "لم أكن حقاً أرغب في الكتابة عن زياد... أحسستُ بأنني قد أُصبت بما يشبه الشلل. فكما يُقال: بعد أن تُخرق السفين، كل كلامٍ كثير".

بهذه الكلمات، أوجز كوسا ارتباك اللحظة، وهول الغياب الذي لا يُصدق، فلم يكنم الموسيقار الراحل د بالنسبة إلى بسام كوسا مجرد فنان، بل حالة إنسانية نادرة، فوصفه قائلاً: "هذا الرجل كان بسيطاً كرغيف خبز، عميقاً كالمنام، صادقاً كالألم... لم يتجمّل أمام

الحياة، ولم يخدعها، بل واجهها بعينيه الواسعتين، من دون مواربة".

ووجّه كوسا تحية مفتوحة إلى الراحل الكبير: "يا صديق أكثرنا، قلتَ ما لم نستطع قوله، قلتَه موسيقى ومسرحًا وغناءً وإذاعةً ومقالاتٍ ومواقفَ ومحبة... قلتَه بصدقٍ ونُبلٍ وجرأة".

ثم تابع بأسى شعري: "مررتَ في حياتنا كسربٍ من السنونو، وغادرتنا بسرعة الشهب".

غياب صادم.. وضحك تحوّل إلى وجع

وفي وصف لحظة الفقد، كتب كوسا: "جمعنا، ذاهلين، كل ضحكاتنا في سلة قشٍ واحدة، وتحولت في لحظة إلى ألم خارق".

واستعاد إحدى عبارات زياد الشهيرة، قائلاً: "شي جديد... على نفس النسق القديم، بس شي جديد".

خجل الكبار وتلعثم العظماء

واستعاد كوسا ذكريات لقائهما في عام 2008، حين قدّم حوارًا نادرًا مع زياد بنفسه، وقال له حينها: "إن الأمم تنتظر مبدعًا متفردًا كل خمسين عامًا… في الثلاثينيات كان سيد درويش، وفي الثمانينيات كنتَ أنت".

يتابع كوسا: "أصابتك موجة خجل وارتباك… لقد تلعثمت".. خجل الكبار، كما وصفه.

زياد... ضوء لا ينطفئ

في ختام مقاله، بعث كوسا برسالة وجدان طويلة الأمد: "سنظلّ نسمعك ونتذكرك... وستبقى بالنسبة للكثيرين سندًا معنويًا، ومحرّضًا على الحب والعطاء".

وأضاف: "ما قدمته سيبقى ضوءًا يدلنا إلى حياة أفضل، فقد كنتَ خير من أوصل الرسالة، لمن يريد أن يقرأها."

لقاء لا يُنسى وصداقة لا تُكرر

العلاقة بين كوسا والرحباني لم تكن مجرد معرفة عابرة، بل صداقة فكرية عميقة، وثّقتها لحظة استثنائية في لقاء تلفزيوني نادر. لم يكن ذلك اللقاء حوارًا عاديًا، بل حالة وجدانية عبّر فيها كوسا عن اعتزازه بزياد، واعتبره ظاهرة لا تتكرر، مثل سيد درويش تمامًا،

في أثره وفرادته.