الشاعر طلال حيدر ينهار في وداع زياد الرحباني ويصرخ "قوم" - فيديو

الشاعر طلال حيدر ينهار في وداع زياد الرحباني ويصرخ "قوم" - فيديو
الشاعر طلال حيدر أمام جثمان الموسيقار الراحل زياد الرحباني
  • الشاعر اللبناني طلال حيدر يودع رفيقه العبقري زياد الرحباني
  • الشاعر طلال حيدر انهار أثناء تشييع الراحل زياد الرحباني

في وداعٍ يختلط فيه الشعر بالدمع، والحب بالألم، وقف الشاعر اللبناني طلال حيدر يودّع الموسيقار الراحل زياد الرحباني، في مشهدٍ إنسانيّ مؤثر اختصر علاقة فنية وروحية عميقة امتدت لعقود.

اقرأ أيضاً : فيروز تودّع ابنها زياد في ظهور نادر ومؤثّر - صورة

رغم وضعه الصحي الدقيق، أصرّ الشاعر الوفي حيدر على حضور مراسم التشييع التي أقيمت في كنيسة رقاد السيدة في بلدة المحيدثة – بكفيا، شمال شرق بيروت.

تحركه كان بطيئاً ومؤلماً، متكئاً على عصاه، لكن دمعته كانت أسرع من خطاه، إذ اقترب من النعش وقبّله باكياً، ثم تمتم بكلمات خنقتها العبرة: "قوم..." وكأنه يرجوه أن يعود للحياة، أو يستعيد به الزمن الذي جمع بينهما.

خيم الحزن على الكنيسة العتيقة، لكن وقع الوداع بدا وكأنه طقس من الوفاء يتجاوز الموت.

استعادة أرشيف طويل من الذكريات

أمام الجثمان المسجّى، بدا الشاعر كأنه استعاد أرشيفاً طويلاً من الذكريات، والتجارب، واللقاءات التي ربطته بالموسيقار الراحل، الذي لم يكن مجرد ملحن أو كاتب مسرحي، بل كان ملامح صوت وهوية في وجدان الفن العربي.

زياد الذي لحّن بصوته النادر ملامح الوطن، وكتب للمسرح مشاهد من الحقيقة، رافق طلال حيدر في محطات غنائية ومسرحية شكلت جزءاً من وجدان الجمهور، لذلك وقف أمامه يحييه وكانه يستلهم منه قصيدة وطن لم ينحني، أو لحنا يصافح الأرز الأصيل.

معاناة مع المرض

وكان الموسيقار اللبناني يعاني من تليف حاد في الكبد، الأمر الذي استدعى ضرورة إجراء عملية زرع كبد، إلا أن الرحباني رفض ذلك كليًا، معتبرًا أن البقاء في ظل الانهيار الذي يعيشه بلده لا جدوى منه، وفقا لوسائل إعلامية

كان وداع زياد الرحباني أكثر من جنازة، كان وداعاً لصوت تمرد، لخطّ موسيقيّ لا يشبه أحداً، ولكاتب عاند السائد حتى النهاية. وبكاء طلال حيدر لم يكن دمعة عابرة، بل كان صدى جيلٍ كامل فقد أحد أعمدته، وأحد أصدق أنغامه. في ذلك الوداع، لم يكن الكلام

كافياً، لأن زياد – ببساطة – كتب وداعه بنفسه، ذات نوتة، وذات لحن، وربما في صمت كنيسة المحيدثة.