على حافة الحياة... شعب يكتب مأساته من تحت الأنقاض

Trending|01/07/25
على حافة الحياة... شعب يكتب مأساته من تحت الأنقاض
فلسطينية على أنقاض منزل مدمر في القطاع
  • القطاع ينزف ألما ووجعا تحت وطاة الكارثة الإنسانية
  • أهالي القطاع بين ذكريات مؤلمة وحنين إلى الماضي

في كل زاوية من زوايا غزة المحاصرة، تنهض رائحة التراب الممزوج بالدم، وتتحدث الجدران المتهاوية بلغة الفقد والخذلان. دمار شامل يلف البيوت والمستشفيات والمدارس، كأن المدينة التي تنام على ضوء الشموع قد اختُزلت

إلى كومة رماد، أصوات الانفجارات لا تترك مجالاً للطفولة، ولا للأحلام، بل تزرع في كل قلب صغير سؤالًا: "لماذا نحن؟" وتبقى الإجابة مختنقة تحت الركام.

اقرأ أيضاً : أم تبكي بدموع محترقة... وركام غزة يردّد صداها

في ركن ما من أحد المخيمات، تجلس الطفلة لينا على قطعة إسمنت كانت جزءًا من غرفتها، تمسك دميتها المحترقة وكأنها آخر ما تبقى من حياة سابقة، تحكي قصتها بعينين يملؤهما ذهول وصمت أكبر من عمرها. "كان عندي

سرير"، تهمس، "وكان في ضوّ في البيت". الآن، لا سرير، لا بيت، لا حتى نافذة تطل منها على أمل قادم.

ذكريات مكسورة

تحت ركام أحد البيوت، استخرج الأهالي دفتر مذكرات صغير، كان لطفل يكتب فيه أحلامه عن المستقبل. صفحاته الممزقة حملت رسائل عن رغبته في أن يصبح طبيبًا ليساعد الجرحى، لكن الدفتر توقف عند التاريخ الذي انهار فيه

البيت، هنا في غزة، لا تموت الأحلام فقط، بل تُدفن حيّة في الذاكرة الجماعية التي توارثها الأهالي كألم مزمن.

كارثة إنسانية تتسع

الأزمة في غــزة لم تعد فقط سياسية أو عسكرية، بل تحوّلت إلى مأساة إنسانية خانقة، انقطاع الكهرباء والمياه، نقص الدواء والغذاء، مستشفيات تعمل تحت القصف، وآلاف العائلات التي لا تعرف أين تنام غدًا. المجتمع الدولي يكتفي ببيانات القلق، في حين تُزهق الأرواح كل يوم، بصمت يشبه الرضا، وبتواطؤ يشرّع المأساة كواقع دائم.

جرح مفتوح... وقضية لا تموت

غــزة، برغم ما حلّ بها، لا تزال تنبض بالحياة بين الرماد. من بين الدمار، تخرج أصوات تصلي، تبني، تكتب، وتُحب. هي ليست مجرد أرض محاصرة، بل شاهدٌ حي على ظلم ممنهج وسياسة تستهدف الوجود الإنساني ذاته. ومع

كل بيت يُهدم، تنمو في القلب ذاكرة لا تعرف النسيان، وترتفع قضية لا تقبل الموت.

أخبار ذات الصلة