بحروف غاضبة.. الغزي أبو توهة يحلق بقلمه إلى سماء العالم فلامس النجوم بإبداعه

- مصعب أبو توهة أبن غزة الأبية الذي حاز على جائزةبوليتزر في فئة التعليق
- مصعب أبو توهة نقل المعاناة في القطاع بكتاباته المؤثرة
- مصعب أبو توهة:فليكن هذا الأمل.. فلتكن هذه الحكاية"
تخطى حدود الألم وسمح لجوارحه أن تستفيق في ظل عدوان غاشم متخبط، مستلهما إبداعه من معاناة الوطن الذي طالما يحلم باستقراره وأن تستفيق البلابل على نسائم بيت المقدس ، وأن يكبر الأطفال على ألحان وطنية تخلو من القسوة والعنف، فهو ابن غزة
ابن القطاع الحي الذي لم ولن يموت، ليكون اليوم اسم مقاوم في عالم يولد مع كل كلمة يوثقها أجيال تهتف باسم فلسطين.
اقرأ أيضاً : نجم مسلسل "صراع العروش" ينشر تغريدات لدعم القضية الفلسطينية - صورة
الشاعر والكاتب الفلسطيني مصعب أبو توهة، ابن غزة الأبية، نقل المعاناة كما هي، مستنهضا ضمائر لا تزال حاضرة، على وقع ما يحدث في القطاع، رغم معاناة تسيطر عليه حيث زوجته وأطفاله الثلاثة الذين يواجهون المرارة كباقي الغزيين، فكان منسابا بما
يكتب، صابرا لما يراه، شاهدا على دائرة الأحداث التي تتوالى، فتنكسب الأحرف حزنا ليكون العالم شاهدا على شهادته.
ولأنه يستهل الصعب فقد حاز مصعب أبو توهة البالغ من العمر (32 عاما) على جائزة بوليتزر في فئة التعليق، تقديراً لمقالاته المؤثرة التي توثق حياة الفلسطينيين في القطاع، موظفا إبداعه من أجل شعبه المخنوق، مستلهما القوة من قوة الغزيين اللامحدودة،
مبدعا في نقل الرسالة كما هي من الواقع، فأثرت في العالم، كما تأثرت الإنسانية.
أبو توهة وعبر منصته، أعلن مفتخرا على منصة X قائلاً: "لقد فزتُ للتو بجائزة بوليتزر في فئة التعليق. فليكن هذا الأمل / فلتكن هذه الحكاية".
أبو توهة ابن غزة، نقل بقلمه معاناة غزة، واليوم غزة تسجل نصرا بأبنائها المبدعين المحلقين رغم سماء ملونة بالرماد وأرض مجبولة بمسك دماء الذين ارتقوا غير مودعين.
تصوير الدمار الجسدي والنفسي"
أشادت لجنة بوليتزر من جهتها، بأعماله لتصويرها "الدمار الجسدي والنفسي في غزة" بطريقة تمزج بين "التحقيق الصحفي العميق وحميمية المذكرات". توثق كتاباته أكثر من عام ونصف من الصراع في المنطقة، وتتنقل بين مشاهد الحياة اليومية من
أجل البقاء والخسارة العميقة.
أبو توهة، قضى معظم حياته في غزة. وفي عام 2023، أثناء محاولته الفرار من العنف في شمال غزة برفقة زوجته وأطفاله الثلاثة، احتجزته قوات الكيان، وكتب لاحقًا: "فصلوني عن عائلتي، واعتدوا عليّ بالضرب، وحققوا معي". وبعد موجة غضب دولية
من زملائه وداعميه، أُفرج عنه في النهاية وسُمح له بالسفر إلى الولايات المتحدة.
نضال الغزيين اللامحدود
في مقالاته، أبو توهة يضع نضال سكان غزة من أجل الطعام والأمان في مقابل ذكريات الأيام الهادئة. وكتب يقول: "أحن إلى العودة إلى غزة، والجلوس إلى طاولة المطبخ مع أمي وأبي، وتحضير الشاي لأخواتي. لا أحتاج إلى الطعام، فقط أريد أن أراهم
مجددًا".
ويستحضر أحد نصوصه المؤثرة دمار مخيم جباليا للاجئين، حيث قضى معظم طفولته. وعلق قائلاً: "نظرت إلى الصور مرارًا وتكرارًا، وتكونت في ذهني صورة لمقبرة تكبر وتكبر".
كما تسلط أعماله الضوء على معاناة الفلسطينيين خارج وطنهم، كما أنه روى تجربة خلال توقفه في بوسطن، حيث اختبر أحد عناصر أمن النقل الأمريكي (TSA) يديه بحثًا عن متفجرات. وقال للعنصر: "لقد اختطفتني قوات الجيش الإسرائيلي في نوفمبر،
وجردوني من ملابسي... واليوم تأتي وتفصلني عن زوجتي وأطفالي، تمامًا كما فعل الجيش قبل أشهر".
صدى وترحيب عالمي
وقد لقي تكريمه صدى واسعًا وإعجابًا من جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك المخرج الشهير مارتن سكورسيزي، الذي هنأه شخصيًا على فوزه.
وكتب أبو توهة على "إنستغرام": "تخيلوا من حرص على الحضور لتكريمي والاحتفال بجائزة بوليتزر، ولو بأبسط طريقة، في وقت تتضور فيه عائلاتنا في غزة جوعًا وتواجه الخطر؟ حسنًا، لا يوجد سوى مارتن سكورسيزي".