"على هذه الأرض ما يستحق الحياة".. غــــزة تردد صرخة محمود درويش

Trending|23/09/25
"على هذه الأرض ما يستحق الحياة".. غــــزة تردد صرخة محمود درويش
طفلة نازحة تلتقط صورة أمام العلم الفلسطيني في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة
  • الغزيون أيقونة فخر واعتزاز وشموخ كرلمة
  • فلسطين تفاخر بالغزيين على وقع مرارة متعاظمة

"على هذه الأرض ما يستحق الحياة"، جملة أطلقها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، لتغدو أيقونة تلخص الوجع والأمل معًا. لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل صرخة وجدان ترفض الاستسلام أمام قسوة الاحتلال والجوع والحرمان.

اقرأ أيضاً : خطوات صغيرة فوق الجمر.. طفلة تواجه الجوع والحرمان وحدها

على هذه الأرض، حيث يتجدد الصمود مع كل فجر، يصرّ الإنسان الفلسطيني على التشبث بالحياة، رغم أن الحياة نفسها تبدو أحيانًا بعيدة المنال.

اليوم، تردد غزة الصرخة ذاتها، لتثبت للعالم أن الألم مهما كان عميقًا لا يمكن أن يهزم إرادة البقاء. غزة المحاصرة، المثقلة بالكوارث وويلات العدوان، ما زالت ترفع علمها فوق الركام، كأنها تقول إن الكرامة أغلى من كل شيء. فمن رحم الحصار تولد الحكايات، ومن تحت الركام يخرج الأطفال بابتسامة تفضح عجز العالم وصمته.

قصة وطن صامد

خارطة فلسطين، هذه البلاد الشامخة، تقف شاهدًا على عناد التاريخ، فهي لم تُهزم رغم محاولات محوها من الذاكرة والجغرافيا، كل حجر في شوارعها، وكل زيتونة في حقولها، تحكي قصة وطن صامد، وشعب لا يساوم على حقه في الحياة الكريمة. إنها أرض تقاوم النسيان كما تقاوم العدوان، لتبقى حاضرة في الضمير الإنساني

مهما طال الزمن.

قهر الجوع والحرمان لم يكسر الإرادة الفلسطينية، بل جعلها أكثر صلابة، فالفلسطيني الذي يحلم برغيف خبز آمن، ويبحث عن ماء نظيف وسماء بلا قنابل، لا يزال يحافظ على قيم التضامن والكرامة. في المخيمات المزدحمة، حيث يضيق المكان وتتسع المعاناة، يبقى الأمل نافذة يطل منها الجميع على غدٍ أفضل.

الكرامة، كما تقول غزة اليوم، هي كل شيء. فهي ليست مجرد شعور داخلي، بل فعل مقاومة يومي في وجه الحصار والعدوان. هي ما يدفع الأمهات إلى حماية أبنائهن رغم الخوف، وما يجعل الشباب يقفون شامخين أمام الدمار. على هذه الأرض، التي تستحق الحياة فعلًا، يظل الفلسطيني يقاوم بالحب كما يقاوم بالصمود، ليقول للعالم: الكرامة لا تُقهر.