في غزة ..ظل الأشجار المتبقية ملاذ الأرواح المتعبة

Trending|13/08/25
في غزة ..ظل الأشجار  المتبقية ملاذ الأرواح المتعبة
فلسطينيون يجلسون في ظل الأشجار تحت وطأة الحر الشديد في منطقة المواصي بخان يونس
  • القطاع رسالة العالم في الصمود والإرادة
  • الغزيون يودعون أحباءهم على وقع الجوع والقصف المستمر

في قلب صيف خانق، وتحت شمسٍ لا ترحم، يجلس الغزيون في ظل الأشجار المتواضعة في منطقة المواصي، يقتسمون ما تبقّى من نسائم الهواء القليلة. أجسادهم المنهكة من الجوع والعطش تحاول الاحتماء من الحر، لكن قلوبهم لا

تزال عامرة بالصبر والإيمان، وكأن أرواحهم تستمد قوتها من عمق الأرض التي لم تتركهم يومًا.

اقرأ أيضاً : نظرة شام وعهد صلاح.. لحظة الفراق التي هزّت القلوب في وداع أنس الشريف - فيديو

بينما تتساقط القذائف على مقربة، يواصل الأطفال اللعب بأدوات بسيطة، يختلقون الفرح من بين الركام. الأمهات تبتسم رغم الألم، يخبئن دموعهن خلف كلمات الصبر، وكأنهن يعلّمن أبناءهن أن الصمود ليس خيارًا، بل حياة. أصوات

الانفجارات تصبح جزءًا من خلفية المشهد، لكن الأرواح تظل مرفوعة إلى السماء، تستمد العزاء من الدعاء.

ذكريات قاسية

الرجال يجلسون في حلقات صغيرة، يتحدثون عن ذكريات بيوت هُدمت، وأشجار زيتون اقتُلعت، وعن أحلام لا تزال تنتظر أن ترى النور. رغم الجوع الذي يسكن أوصالهم، تجد في حديثهم من الإيمان ما يكفي لإنارة عتمة الليل،

وكأنهم يوقنون أن هذه الغمامة ستزول مهما طالت.

حكايات صمود وإباء

في كل زاوية، حكاية صمود لا تشبه الأخرى. عجوز فقد كل شيء إلا مسبحته، يمرر حباتها بين أصابعه كلما اشتد القصف، وكأن كل تسبيحة تبني جدارًا من الطمأنينة حوله. طفل يوزع ما تبقى من قطعة خبز على أصدقائه، غير

عابئ بقلّة ما يملك، بل فخور بأنه قادر على العطاء.

إنها غزة، حيث يمتحن الإيمان في كل لحظة، وحيث يتجدد الصبر مع كل شروق شمس. هنا، تُكتب الحكايات بالدمع والعرق، وتُروى للأجيال القادمة على أنها شهادة حياة لا تنكسر. رغم الحر القاسي والقصف المتواصل والجوع

الذي يطرق الأبواب، يظل الغزيون ثابتين، يرفعون رؤوسهم عاليًا، مؤمنين بأن النصر وعدٌ من الله، وأن الفجر لا بد أن يأتي.