حسن عياد يُزف إلى السماء مخلفا "اشهد يا عالم علينا" - فيديو

- حسن علاء عياد يرتقي مخلفا صوته الحزين
- القطاع ينزف دما وسط كارثة إنسانية عميقة
وأمام براءة الطفولة المجبولة بالكرامة تنحني الجباه إجلالا وتقديرا، في وقت يكتفي العالم إلى النظر للمشاهد المأساوية التي باتت أمرا اعتياديا في القطاع.
اقرأ أيضاً : صور من الماضي تُبكيها وتزيدها وجعا
الحرب جردت الغزيين من مقومات الحياة الدنيا، على وقع صرخات أثقلت الإنسانية، فانتعشت السماء نورا مفتخرة بهؤلاء المناضلين.
واليوم يرحل ابن غــزة الأبية، ابن النضال وصاحب الصوت الشجي ، الطفل حسن علاء عياد، ذلك الشخص الذي أخذ على عاتقه أن يوصل آلام القطاع بحسه الذي وصل عنان السماء إلى العالم، فبكى أصحاب الضمائر.
زُف حسن محمولا على الأكتاف، زف ابن أبيه الذي صدم من عهول المشهد، زف سند عائلته والقلب الموجوع على وطنه، زف راسما أحلاما خلفه مجهولة المصير.
رحل مخلفا صوته الحزين
في مخيم النصيرات كان يتحدث عن جوعه وعن قوة أهل المخيم، إلى أن باغته القصف الهمجي،ورحل مفارقا حياته إلى الأبد، مودعا طفولته الممزوجة قهرا، مخلفا صورته وصوته الذي غنى به "اشهد يا عالم علينا وعلى بيروت".
بين الركام غنى وعلى وقع الكارثة الإنسانية حلق بحسه ووطنيته، وأضحى اسمه شمسا تضيء عتمة الليالي، فغنى بكلمات دافئة، وبصوت حزين، ووجع واضح، واليوم يُسمع صوت ما غنى تحت المنازل المدمرة وفوقها.
في القطاع، تجد كل زاوية حبلى بقصص مبكية، وبطولات لا يمكن حصر مدى النضال فيها، على وقع وداع الأحبة الذين يرتقون بوطنية مطلقة، وليشهد التاريخ بما فعلوه.
في القطاع، لا يوجد ما هو غريب أو عجيب، فقد اجتمعت فيه التناقضات، كما اجتمعت الصواريخ والرصاص، لإبادة جماعية لأهل الأرض الذين يحاولون انتزاعها.