حيلة "سينمائية".. تفاصيل أغرب عملية سرقة في اليابان

منوعات|22/12/23
حيلة "سينمائية".. تفاصيل أغرب عملية سرقة في اليابان
صورة المركبة التي كانت تحمل أموال البنك
  • اليابان شهدت أكبر عملية سطو عام 1968
  • الجاني المجهول اختفى مع المبلغ الضخم
  • شخص ادعى بوجود متفجرات في المركبة

شهدت اليابان أكبر وأغرب عملية في تاريخ البلاد، وذلك عام 1968، التي تسببت بإرباك السلطات حينها، وتدخل الوسائل الإعلامية نتيجة لحيثياتها وتفاصيلها الغريبة.

وذكرت وسائل إعلامية يابانية، أن أحد الأشخاص تمكن من سرقة 294 مليون ين - ما يعادل حينها- مبلغ 6 ملايين دولار أمريكي.

وأفادت، بأن الجاني المجهول اختفى مع المبلغ الضخم ولم يعثر له على أثر، بما يشبه "بحيلة سينمائية متقنة.

مكافأة شتوية

وبحسب وسائل إعلامية، فإن أربعة حراس من العاملين في أحد البنوك بطوكيو نقلوا 294 مليون ين في صندوق مركبة خاصة بالمصرف، وكان عبارة عن مكافأة شتوية للعاملين في الشركة.

اقرأ أيضاً : مركبات مستقلة وتحكم ذاتي.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الصراعات العالمية

وأضافت "في أحد طرق طوكيو اعترض مركبة المصرف رجل على دراجة نارية رسمية يرتدي زي شرطة طوكيو، مشيرا لها بضرورة التوقف".

من جهتها، امتثلت المركبة للأمر وتوقفت، وبعدها تقدم الرجل وأبلغ أصحابها بأن الشرطة تلقت بلاغا حول قنبلة فجرها مجهولون في الشقة السكنية لمدير البنك، لافتا في نفس الوقت إلى إمكانية أن تكون قد زرعت في هذه المركبة الخاصة بنقل الأموال عبوة ناسفة أيضا.

وطلب الرجل ، وفق الوسائل الإعلامية، من الحراس الخروج من المركبة، ثم نزل وزحف تحتها للتحري عن وجود متفجرات من عدمها.

و بعد ثوان قليلة، تصاعد دخان من أسفل المركبة، وصرخ "الشرطي"، داعيا الحراس إلى الفرار وتجنب موت وشيك، وبعدها لاذوا بالفرار، تاركين المركبة وما تحمله من أموال.

وسارع الرجل المجهول الآخر إلى الجلوس وراء عجلة القيادة في مركبة البنك، وأدار محركها وانطلق إلى جهة مجهولة بالمبلغ الضخم، قبل أن يعي الحراس ما جرى.

غضب المجتمع الياباني

جرأة السارق أغضبت المجتمع الياباني المحافظ، أكثر من ضياع مبلغ كبير من المال، وكان هذا الرجل المجهول فيما يبدو على دراية دقيقة بما يجري في هذا المصرف، فقد كان مديره تلقى تهديدات مجهولة المصدر بتعرضه إلى انفجار، في الوقت الذي تبين أن الدراجة النارية المستعمل في عملية السطو ليست للشرطة، بل سُرقت وتم طلاؤها باللون الرسمي الأبيض لتكتمل "الحيلة".

بدورها، عثرت الشرطة اليابانية في مكان العملية على 120 قطعة من الأدلة، وتبين أن معظمها رمي به في المكان عمدا لإرباك المحققين.

وشارك في التحقيقات 170 ألف شرطي، استجوبوا 110 آلاف مشبوه، وقاموا بتوزيع 780 ألف رسم تقريبي للجاني في جميع أنحاء البلاد، إلا ان كل ذلك لم يؤد على أي نتيجة.

وكان قد ظهر مشتبه به رئيس واحد في هذه القضية، وهو صبي من طوكيو يبلغ من العمر 19 عاما، وهو ابن سائق دراجة نارية في سلك الشرطة، و لم يكن هناك دليل ضده إلا شبه بالرسم التقريبي وموته بعد فترة وجيزة من السرقة متسمما بـ"السيانيد"، فيما لم يعثر على الأموال المسروقة.

تقادم الجريمة

بعد مرور 7 أعوام على عملية السطو الغريبة ، جرى القبض على صديق لذلك المشبوه الشاب في قضية أخرى، بحسب الوسائل ما أفادت به الوسائل الإعلامية.

وأشارت إلى أنه على الرغم من العثور على مبلغ كبير من المال بحوزته لم يستطيع تفسير مصدره، إلا أن الشرطة فشلت في إثبات تورطه في عملية السطو، فضلا عن انتهاء فترة تقادم الجريمة، وتوقف التحقيق فيها، في ذات العام.

الصحافة اليابانية، تدخلت لتسد عجز الشرطة في البلاد، ونشرت مجلة في عام 1998 تقريرا ذكرت فيه أنها حلت اللغز، مشيرا على أن صحفييها كشفوا هوية الفاعل وهو "يوجي أوغاتا"البالغ من العمر 55 عاما، وأن الدليل ضده أنه في نفس اليوم الذي حدثت فيه عملية السطو، منح طفلا يبلغ من العمر 10 سنوات ورقة نقدية بقيمة 500 ين.

وشككت زوجة هذا الرجل في الاحتمال ووصفته بأنه "يختلق القصص"، علما أن ملف القضية قد أغلق منذ زم طويل بالتقادم، وإن سلم الفاعل نفسه إلى السلطات في البلاد.

ولم يعترف أحد بتلك العملية التي تعد الأكبر والأغرب من نوعها في اليابان ما بعد الحرب العالمية الثانية.

أخبار ذات الصلة