عام من الحزن على خنساء اللويبدة.. والأردنيون يستذكرون الفاجعة
- عام على الفاجعة
- خنساء اللويبدة
ما زالت الفاجعة في الذاكرة، وما زالت الآلام قصة ركام، وما زال أباء وأمهات وأبناء يبكون من فقدوا أمام هول المشاهد التي باتت تقسو بتفاصيلها،
بعد أن انهارت بناية بمنطقة اللويبدة في العاصمة عمان، مخلفة 14 ضحية وقلوب منكسرة مبلية.
اقرأ أيضاً : هل من بصيص أمل باق يقتل عمر البناية ويصرخ: " أنا هنا ما زلت في الحياة"
الذكرى السنوية الأولى، عودة إلى الخلف لأرشيف الصورة المغبرة بركام الأتربة التي خلفتها عمارة مكونة من 4 طوابق،
وعودة إلى أحزان أمهات انتظرن أمام ألعاب أطفالهن على امل احتضانهم مرة أخرى، ولكنه حبل أمل قطعه القدر بموت أحبة غدرتهم بناية بلحظة،
لم تشفع لأم أن تلتقي بأبنائها، ولا أب أن يكحل عينيه بعائلته ولا جد وجدة يستقبلان احفادهما في "بيت العيلة".
اليوم يستذكر الأردنيون تلك الحادثة التي نفضت عنها غبار الأحزان، ويستذكرون فرق الإنقاذ الذين تواجدوا في الميدان، واصلوا الليل بالنهار، من أجل إخلاء الوفيات وإنقاذ المحاصرين،
ويستكرون أما غاردت المنزل، وعادت إلى أبنائها جثثا هامدة ، وكأنها تعيش كابوسا يصعب حصر معالم الحزن فيه ، لتكون "خنساء اللويبدة".
السيدة عبير، ابنة اللويبدة، واليوم هي "خنساء اللويبدة"، أزاحت عن كاهليها عناء من صنع القدر، فاكتوت بنار الفاجعة، لتضحي بصبرها سيدة رائعة، وأخذت على عاتقها إكمال حياتها بالرغم من فقدانها فلذة أكبادها،
ومن قبلهم زوجها، لتكمل رحلتها نحو الحياة، صابرة ، مستبسلة، مودعة جروحا بالكاد تلتئم .
فتحت مشروعا خاصا، وبات محل أنظار الكثيرين نتيجة لعبقه الذي يحمل رائحة أبنائها، واليوم تعيش على ذكراهم قصة أبدية ليست منسية.
وبين مد الألم وجزر الذكريات يعيش أهالي الضحايا كما تعيش عبير، محتضنين صورا زهق أصحابها، وبعثرت طموحاتهم، وسط ركام الانهيار الهادم للذات مستقبلهم.
القضاء كان له كلمته في هذا الشأن، وكان القانون سيد الموقف للمتسببين بحادثة الانهيار التي كانت محظ أنظار عربية بشكل عام، ومحور اهتمام الجهات الأردنية بشكل خاص.
اليوم أصبحت القصة عابرة للقلوب، محفورة في العقول.. والرسالة " المسؤولية أساس خدمة الوطن".
بقلم جلنار الراميني